في تطور صادم هز أركان الكرة السعودية، أدرج الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" 15 نادياً سعودياً في قائمة العار الدولية للأندية الممنوعة من قيد اللاعبين، في كارثة لم تشهدها المملكة من قبل. نادي أحد يتصدر هذا المشهد المخجل برقم قياسي عالمي مرعب - 15 قراراً من فيفا، بينما تواجه عمالقة دوري روشن مثل الشباب وضمك شبح التجميد الكامل لثلاث فترات تسجيل متتالية.
محمد العتيبي، لاعب سابق في نادي ضمك، يكشف مأساته الشخصية: "أنتظر راتبي منذ 8 أشهر ولا أستطيع إعالة أسرتي، بينما النادي ينفق الملايين على صفقات جديدة". القرارات الأخيرة استهدفت ضمك بثلاث فترات تسجيل اعتباراً من 16 الشهر الجاري، فيما تلقى الشباب ضربتين موجعتين في نوفمبر الماضي. الجندل والوحدة والعين حصدوا أربعة قرارات لكل نادٍ، في مشهد يشبه انهيار دومينو الأندية السعودية.
د. سعد الرشيد، خبير الاقتصاد الرياضي، يحذر من كارثة أكبر: "نحن أمام انهيار منظومة الإدارة المالية في كرة القدم السعودية، والأزمة أعمق من مجرد ديون متراكمة". المقارنات مع أزمة الرشاوى في التسعينيات تبدو باهتة أمام هذا الزلزال الذي يضرب 15 نادياً دفعة واحدة، بديون تقدر بمئات الملايين من الريالات لصالح لاعبين ومدربين سابقين تم تجاهل مستحقاتهم.
عبدالله المطيري، جماهيري نادي الشباب، يعبر عن حسرته: "قلبي ينكسر كلما رأيت نادي أحلامي في هذه القائمة السوداء". الأندية المعاقبة تواجه الآن عجزاً كاملاً عن التعاقد مع لاعبين جدد، بينما ينتهز المنافسون الفرصة لاستقطاب النجوم الهاربين. موجة الانتقالات العكسية بدأت فعلاً، والخسائر تتفاقم يومياً مع تراجع الإيرادات وانسحاب الرعاة المحتملين.
الساعات القادمة حاسمة - إما مبادرة عاجلة لسداد الديون وإنقاذ ما يمكن إنقاذه، أو مواجهة سيناريو الإفلاس الجماعي الذي يهدد بتدمير عقود من الإنجازات. هل ستتمكن الكرة السعودية من النهوض من هذا الكابوس، أم أننا نشهد بداية النهاية لحلم تحويل المملكة إلى قوة كروية عالمية؟
