في الوقت الذي تقرأ فيه هذه الكلمات، 61% من الشعب اليمني - أكثر من 20 مليون شخص - لا يعرفون متى ستكون وجبتهم القادمة. رقم مروع يكشف عن تحسن هامشي لا يتجاوز نقطتين مئويتين فقط خلال شهر كامل من الجهود المضنية، وهو أبطأ من سرعة نمو أظافرك! بينما العالم ينشغل بأخبار أخرى، يسجل اليمن أعلى مستوى جوع في تاريخه المعاصر، والساعات تدق منذرة بكارثة إنسانية قد تكون الأسوأ في القرن الحادي والعشرين.
كشف برنامج الأغذية العالمي، في تقريره الصادم، عن تحسن هامشي لا يتجاوز نقطتين مئويتين في مستويات الجوع، لكن الصورة الكاملة تظل مرعبة. ثلث الأسر اليمنية تواجه حرماناً غذائياً شديداً - أكثر من 10 ملايين شخص في مواجهة مباشرة مع الموت جوعاً. "الوضع لا يزال مصنفاً عند مستوى مثير للقلق"، كما أوضح البرنامج، بينما تحكي فاطمة الحداد، أم لخمسة أطفال من محافظة البيضاء: "أقسم رغيف خبز واحد على عائلتي ليوم كامل... أطفالي ينامون جائعين كل ليلة".
هذه الأزمة المتجذرة منذ سنوات طويلة تحولت من مشكلة اقتصادية إلى كارثة إنسانية شاملة تشبه أسوأ المجاعات التاريخية، لكن بحجم أكبر ومدة أطول. انهيار الاقتصاد وعدم الاستقرار ونقص التمويل الدولي خلق عاصفة مثالية من المعاناة. المحافظات الأكثر تضرراً - البيضاء والضالع وريمة والجوف وحجة - تشهد مستويات جوع تفوق أي شيء شهدته المنطقة من قبل، بينما يحذر الخبراء من تحول الوضع إلى مجاعة حقيقية دون تدخل دولي عاجل.
في الشوارع اليمنية، تقسم الأسر رغيف خبز واحد على يوم كامل، بينما الأطفال ذوو العيون الغائرة والأجسام النحيلة يتسولون في الطرقات. الأمهات يخفين جوعهن لإطعام أطفالهن، في مشاهد تحطم القلب وتهز الضمير الإنساني. جيل كامل مهدد بسوء التغذية المزمن، مع تدهور خطير في التعليم والصحة وزيادة معدلات الوفيات. د. سارة المقطري، خبيرة التغذية في منظمة اليونيسف، تحذر قائلة: "نحن أمام كارثة جيل كامل مصاب بسوء التغذية المزمن، والنافذة للتدخل تضيق بسرعة".
الأرقام واضحة والحقائق صادمة: 61% من اليمنيين جائعون، التحسن الهامشي لا يكفي لإنقاذ ملايين الأرواح، والأزمة تتطلب تدخلاً عاجلاً قبل فوات الأوان. بدون تحرك فوري، ستتحول هذه الأزمة من جوع إلى مجاعة حقيقية مع عواقب لا تحمد عقباها تطال جيلاً كاملاً. الوقت ينفد، والخيارات محدودة، والحاجة ملحة للتبرع والضغط على الحكومات للتدخل. السؤال الذي يطرح نفسه بقوة: هل سنقف مكتوفي الأيدي ونشاهد شعباً بأكمله يموت جوعاً في القرن الحادي والعشرين؟