في تطور صادم هز محافظة رماح، باشر المرور السعودي تحقيقاً عاجلاً مع سائق تحدى قوانين الطبيعة والقانون معاً، مخاطراً بحياته لعبور وادي جاري في مشهد يحبس الأنفاس. 10 آلاف ريال - هذا ثمن 30 ثانية من الاستهتار بالموت، فيما يحذر الخبراء: في 20 سم فقط من المياه المتدفقة يمكن لسيارتك أن تصبح نعشاً متحركاً.
أحمد المطيري، أب لثلاثة أطفال، قرر عبور الوادي لتوفير 20 دقيقة من الوقت، غير مدرك أن قوة المياه المتدفقة تعادل قوة 50 فيلاً يجري في خط مستقيم. العقيد سالم الحارثي، ضابط المرور الذي رصد المخالفة، يؤكد: "شاهدنا السيارة تترنح وسط التيار كالورقة في العاصفة، وكان الوضع على شفا كارثة حقيقية". الغرامة البالغة 10 آلاف ريال تعادل راتب شهرين كاملين، لكنها لا تساوي شيئاً أمام حياة إنسان.
محافظة رماح تشتهر بأوديتها الغادرة التي تتحول لأنهار جارفة في دقائق، مثل كارثة سد مأرب التي دمرت حضارة كاملة. عشرات الوفيات تحدث سنوياً في المملكة بسبب عبور الأودية أثناء جريان المياه، فيما يؤكد د. فهد العتيبي، خبير الأمان المروري: "عبور الوادي أثناء الجريان مثل القفز أمام قطار مسرع - هذه المخالفة تساوي حياة إنسان".
هذا الحادث يرسل رسالة واضحة لكل سائق: كل قرار متهور قد يكون الأخير. عبدالله الزهراني، مقيم في رماح، يتذكر بألم: "شاهدت سيارات تختفي في ثوانٍ عندما يجري الوادي، وأصوات الاستغاثة تختلط بهدير المياه". الآن، مع تشديد الغرامات، يأمل المسؤولون في انخفاض كبير في حوادث الأودية خلال موسم الأمطار القادم، فيما تتزايد دعوات المواطنين لاحترام قوة الطبيعة.
الإدارة العامة للمرور تؤكد أن هذه خطوة ضرورية نحو مستقبل أكثر أماناً على طرق المملكة. الرسالة واضحة: التزم بالإرشادات، احترم قوة الطبيعة، احم حياتك وحياة من تحب. هل تستحق 20 دقيقة من الوقت أن تدفع حياتك ثمناً لها؟
