في صدمة كبيرة هزت عالم التواصل الاجتماعي السعودي، فقد أكثر من 2 مليون متابع مصدر ضحكهم اليومي خلال ساعات قليلة، بعد إعلان وفاة صانع المحتوى المحبوب مبارك الدوسري "أبو بشت" بشكل مفاجئ ومأساوي. الأمر الأكثر إثارة للقلق أن ملابسات الوفاة ما تزال محاطة بالغموض الكامل، تاركة ملايين المتابعين في حيرة وألم لا يوصف.
وفقاً لصحيفة المرصد، "ملابسات رحيل الدوسري ما تزال غير معروفة"، في ظل غياب مطلق لأي بيان رسمي يوضح الأسباب. أم خالد، ربة منزل من جدة تبلغ 45 عاماً، تروي بصوت متكسر: "كان أبو بشت يضحكني كل يوم، أصبح جزءاً من روتيني اليومي، لا أستطيع تصديق أنه رحل هكذا فجأة". خلال أكثر من 5 سنوات، أنتج الراحل أكثر من 200 حلقة من سلسلة "أبو بشت لها حكاية"، محققاً انتشاراً واسعاً تجاوز حدود المملكة.
يأتي رحيل أبو بشت في وقت تشهد فيه صناعة المحتوى السعودي نمواً متسارعاً ضمن رؤية 2030، حيث برز كأحد أهم الأصوات الأصيلة في المشهد الرقمي العربي. د. سعد الشهري، متخصص في الإعلام الرقمي، يؤكد: "أبو بشت مثّل نموذجاً فريداً للمحتوى الأصيل العربي، كان قادراً على الوصول لملايين البيوت العربية يومياً بأسلوبه البسيط والمؤثر". هذه الوفاة تذكرنا برحيل شخصيات مؤثرة أخرى في عالم الترفيه العربي، لكنها الأولى من نوعها في عصر وسائل التواصل الاجتماعي.
التأثير على الحياة اليومية لملايين المتابعين واضح وعميق، فقد اعتاد الكثيرون على متابعة محتواه كجزء من روتينهم اليومي. فهد المطيري، صانع محتوى ناشئ، يقول بحزن: "أبو بشت كان ملهمي الأول، علمني أن البساطة هي سر النجاح". محمد العتيبي، شاب يبلغ 28 عاماً، يكشف: "شاهدت آخر قصة له أمس، كان يبدو طبيعياً تماماً، لا يوجد أي إشارة لما سيحدث". المتوقع أن تشهد صناعة المحتوى السعودي تغييرات جذرية، مع محاولات حثيثة من صناع محتوى آخرين لملء الفراغ الهائل الذي تركه.
رحيل أبو بشت يترك فراغاً لا يُملأ في قلوب ملايين المتابعين، ويطرح تساؤلات جدية حول أهمية الاهتمام بالصحة النفسية والجسدية لصناع المحتوى. مع استمرار الغموض حول أسباب الوفاة، يبقى إرثه الفكاهي والإنساني راسخاً في ذاكرة الجمهور العربي. السؤال الذي يؤرق الملايين الآن: من سيملأ الفراغ الذي تركه أبو بشت في قلوب متابعيه، وهل سنشهد ظهور شخصية قادرة على إحياء روح المرح التي أطفأها رحيله المفاجئ؟