في تطور مفاجئ هز الأسواق المصرية، انخفضت أسعار الذهب بمعدل 5 جنيهات للجرام صباح اليوم، وسط توقعات خبراء بنك جولدمان ساكس بارتفاع قياسي إلى 4900 دولار للأونصة خلال 2026. 45% زيادة صاعقة في الطلب العالمي على الذهب خلال 2025 تجعل من هذا الانخفاض فرصة ذهبية قد لا تتكرر. هل تدرك أن 2.8 مليار مستثمر حول العالم يخططون لشراء المزيد من الذهب؟
سجلت أسعار الذهب المصري تراجعاً طفيفاً ليصل عيار 21 إلى 5777 جنيهاً للجرام، بينما استقر عيار 24 عند 6602 جنيه. "لم أرَ إقبالاً على الشراء مثل هذا منذ سنوات"، يقول عماد حسان، تاجر ذهب بخان الخليلي وهو يلمح بريق المعدن الأصفر تحت أضواء محله. فاطمة العبد، ربة منزل من الجيزة، تحكي قصة نجاحها: "استثمرت في الذهب قبل عامين وحققت عائد 40% - كان أفضل قرار في حياتي."
خلف هذا التراجع المؤقت تقف عوامل اقتصادية عميقة تشبه ما حدث في أزمة 2008 عندما ارتفع الذهب 300% خلال عامين. التضخم العالمي المتصاعد وضعف الدولار الأمريكي يدفعان المستثمرين للجوء إلى "سفينة النجاة" وسط بحر متلاطم من عدم اليقين الاقتصادي. د. محمد الشريف، خبير الأسواق المالية، يؤكد: "الذهب الآن أفضل وسيلة لحماية المدخرات من التآكل - نمو الطلب بنسبة 45% يعادل استهلاك دولة كاملة إضافية للذهب."
بينما يعيد آلاف المصريين حساباتهم الاستثمارية، تتصاعد حالة من التوتر والترقب في محلات الذهب. صوت رنين آلات الحاسبة يملأ الأجواء وسط قرارات مصيرية تتخذ في لحظات. أحمد محمود، موظف حكومي، يحكي مأساته: "فقدت 30% من قيمة مدخراتي النقدية بسبب التضخم - لو استثمرت في الذهب لكنت الآن في وضع مختلف تماماً." التأثير المباشر يمتد لقرارات الزواج والمجوهرات، حيث تؤجل عائلات كثيرة مشترياتها انتظاراً لاستقرار الأسعار.
موجة شراء قادمة ستدفع الأسعار للارتفاع خلال الأسابيع المقبلة، تحذر التقارير الاقتصادية. توقعات جولدمان ساكس بوصول السعر إلى 4900 دولار تعني ارتفاعاً محتملاً بنسبة 13% خلال عام واحد. الخبراء ينصحون بالشراء التدريجي لتقليل المخاطر، مع تجنب المضاربة السريعة. السؤال الآن ليس هل ستشتري الذهب، بل متى ستبدأ قبل أن تفقد هذه الفرصة الذهبية إلى الأبد؟
