في تطور صادم هز الأوساط البريطانية والدولية، أصدرت محكمة روسية حكماً بالسجن 13 عاماً على الشاب البريطاني هايدن ديفيز مقابل راتب زهيد لا يتجاوز 500 دولار شهرياً - مبلغ أقل من إيجار غرفة واحدة في لندن. بينما تقرأ هذه الكلمات، يواجه هذا الشاب البالغ من العمر 31 عاماً مصيراً قاسياً خلف القضبان الروسية، في قضية تكشف الوجه القبيح للحرب النفسية الروسية.

في قاعة محكمة دونيتسك الباردة، وقف ديفيز خلف قفص معدني يستمع لحكم يمكن أن يسلبه أفضل سنوات حياته. "راتب زهيد جداً 500 دولار شهرياً" - هكذا وصف المتهم أجره الشهري الذي دفعه للقتال دفاعاً عن أوكرانيا، وهو مبلغ لا يكفي لتغطية مصاريف أسبوع واحد في معظم العواصم الأوروبية. سارة ديفيز، والدة هايدن البالغة من العمر 58 عاماً، تنتظر بقلق في مدينة ساوثمبتون أنباء ابنها الذي سافر إلى أوكرانيا في أغسطس 2024 حاملاً إيمانه بالحرية أكثر من حمله للمال.

تكشف هذه المحاكمة عن نمط مخيف بدأته روسيا منذ 2022، حيث حوكم عشرات المتطوعين الأجانب في محاكم صورية تذكرنا بمحاكم ستالين في الخمسينيات. فقد صدرت أحكام مشابهة بالسجن 13 عاماً ضد مواطن تشيكي في ديسمبر، وكولومبيين في نوفمبر، بينما حُكم على الأمريكي ستيفن هوبارد بست سنوات وعشرة أشهر. الدكتور أليكس بيتروف، محلل الشؤون الروسية، يحذر: "هذه ليست محاكمات، بل حرب نفسية منظمة تهدف لكسر معنويات المدافعين عن الحرية".

والصادم أن ديفيز قضى أربعة أشهر فقط في الخدمة مقابل 13 سنة سجن - أي أكثر من 39 شهراً سجن لكل شهر خدمة. هذا الشاب الذي وصفه زميله الأوكراني ياروسلاف كوفالينكو بـ"الشجاع والمتفاني" يواجه الآن مصيراً مجهولاً في السجون الروسية. الحكومة البريطانية تدين بقوة ما وصفته بـ"استغلال موسكو للسجناء لأغراض سياسية ودعائية"، مؤكدة أن ديفيز ليس مرتزقاً بل سجين حرب يستحق الحماية وفق اتفاقيات جنيف. السؤال الذي يطرح نفسه بقوة: هل ستردع هذه الأحكام الوحشية روح التضحية عند الشباب المؤمن بالحرية، أم ستزيد من عزيمتهم لمواجهة الاستبداد؟