الرئيسية / محليات / عاجل: كهرباء لحج تعلن انهيار وشيك للمنظومة... خسائر 25 مليون ريال وسرقة 3000 متر من الأسلاك!
عاجل: كهرباء لحج تعلن انهيار وشيك للمنظومة... خسائر 25 مليون ريال وسرقة 3000 متر من الأسلاك!

عاجل: كهرباء لحج تعلن انهيار وشيك للمنظومة... خسائر 25 مليون ريال وسرقة 3000 متر من الأسلاك!

نشر: verified icon بلقيس العمودي 19 ديسمبر 2025 الساعة 02:10 صباحاً

في تطور صادم يهدد بكارثة إنسانية حقيقية، تدخل مدينة الحوطة أسبوعها السادس والأربعين على التوالي غارقة في ظلام حالك، بينما تتآكل آخر خيوط الأمل مع كل ساعة تمر. 42 يوماً متواصلة بدون كهرباء - مدة أطول من شهر رمضان كاملاً - تحولت خلالها المدينة إلى شبح يلفه الصمت، بينما تواصل عصابات منظمة سرقة شرايين الحياة نفسها من أسلاك نحاسية بقيمة 25 مليون ريال.

"شاهدت مدخرات عمري تذوب كالثلج تحت الشمس،" تقول أم محمد وهي تحاول إشعال الحطب لطبخ طعام أطفالها الثلاثة. هذه المرأة البالغة من العمر 45 عاماً فقدت كل ما في ثلاجتها من مواد غذائية، وتضطر الآن للطبخ بالطرق البدائية. المهندس أحمد الذي يعمل في صيانة الشبكة يروي مشهداً مرعباً: "رأيت بعيني 2,991 متراً من الأسلاك مسروقة - مسافة تكفي لربط 30 ملعب كرة قدم ببعضها البعض. إنهم لا يسرقون النحاس فحسب، بل يسرقون حياة مدينة كاملة."

الأزمة لم تولد من فراغ، فاليمن يعيش كابوس الكهرباء منذ سنوات الحرب الطويلة، لكن ما يحدث في لحج يمثل قمة المأساة. منيف العقربي، مدير كهرباء لحج، يكشف الحقيقة المرة: "آخر شحنة ديزل وصلت قبل أكثر من شهر ونصف، والوضع أشبه بمريض على جهاز الإنعاش انقطع عنه الأوكسين." الخبراء يقارنون الوضع بحصار لينينجراد الشهير، لكن مع فارق جوهري: "هنا الحصار من الداخل، والمحاصِر هو اليأس والإهمال."

في الشوارع المظلمة، تتحول الحياة اليومية إلى معركة بقاء حقيقية. خالد العامري، شاب يبلغ 28 عاماً، يصف مشهداً لا ينسى: "رأيتهم في وضح النهار ينهبون الأسلاك كما لو كانوا يقطفون الثمار من الأشجار." المستشفيات تعمل بمولدات متهالكة، والمدارس أغلقت أبوابها، وآلاف الأسر باتت تعيش على ضوء الشموع. رائحة الدخان المتصاعد من مواقد الحطب تملأ الأحياء، بينما تتحول أعمدة الكهرباء العارية إلى هياكل عظمية تشهد على موت بطيء لمدينة كاملة.

التحذيرات تتصاعد من كل الجهات: الدكتور سالم الهادي، خبير الطاقة، يحذر قائلاً "بدون حلول عاجلة ستنهار الشبكة خلال شهرين، وحينها لن ينفع الندم." الأجهزة الأمنية ألقت القبض على بعض المتورطين، لكن السرقة تنتشر بسرعة النار في الهشيم. هل ستبقى الحوطة مدينة بلا ضوء؟ السؤال يتردد في أذهان الجميع بينما تدق ساعة الخطر لتعلن: الوقت ينفد، والظلام قد يبتلع كل شيء.

شارك الخبر