في تطور عاجل هز الأوساط التعليمية صباح اليوم، استيقظ أكثر من 60,000 طالب وطالبة ليجدوا قراراً جامعياً غيّر مخططاتهم بالكامل! ففي أقل من 24 ساعة، تحولت أكبر جامعة إسلامية في المملكة للتعليم الرقمي بالكامل، في قرار عاجل يحمي آلاف الطلاب من مواجهة عاصفة مطرية قد تكون الأشد هذا الشتاء.
وجّه الأستاذ الدكتور أحمد بن سالم العامري، رئيس جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، بتحويل الدراسة إلى نظام التعلم عن بُعد ليوم الثلاثاء، بناءً على تقارير خطيرة من المركز الوطني للأرصاد. "حرصاً على سلامة الجميع" - كانت هذه الكلمات الذهبية التي لخصت فلسفة القرار الذي شمل 3 مواقع جامعية كاملة. تقول سارة العتيبي، طالبة سنة ثالثة تسكن أطراف الرياض: "كنت قلقة من رحلة المواصلات الطويلة وسط العاصفة، لكن هذا القرار أنقذني من مخاطر حقيقية."
ويأتي هذا التوجيه الاستباقي في ظل تحذيرات جدية من خبراء الأرصاد حول شدة الحالة المطرية المتوقعة. الدكتور خالد المطيري، خبير الأرصاد الجوية، يحذر: "العاصفة المتوقعة قد تكون الأشد هذا الموسم، والتنقل خلالها يشكل خطراً حقيقياً على السلامة العامة." وكما حدث خلال جائحة كورونا، تثبت الجامعة مرة أخرى مرونتها الاستثنائية في إدارة الأزمات، مع فارق أن هذا التحول تم في وقت قياسي لا يتجاوز ساعات قليلة.
وفيما تتنفس آلاف الأسر الصعداء، يجد الطلاب أنفسهم أمام فرصة ذهبية لتوفير المال والوقت والجهد، بينما يستعدون لخوض تجربة تعليمية من دفء منازلهم بدلاً من مواجهة برودة الطقس القارس. محمد السعدي، طالب دكتوراه، يشيد قائلاً: "سرعة استجابة الإدارة مذهلة حقاً، هذا ما نسميه التفكير الاستراتيجي الحكيم." النتيجة المتوقعة؟ تقوية الثقة في نظام التعليم الإلكتروني وتطوير خطط طوارئ أكثر فعالية لمواجهة تقلبات المناخ المتزايدة.
هذا القرار الحكيم الذي حمى عشرات الآلاف من الطلاب من مخاطر العاصفة، مع ضمان استمرارية العملية التعليمية، قد يمهد الطريق نحو مرونة أكبر في منظومة التعليم الجامعي المستقبلية. والآن السؤال الأهم: هل سيصبح التعلم المختلط هو الحل الأمثل لمواجهة تحديات العصر وتقلبات المناخ في المملكة؟