22 نقطة! هذا هو الفارق المرعب بين القمة والقاع في دوري روشن السعودي، حيث يستعد النصر العملاق بالعلامة الكاملة لمواجهة الفتح المتعثر على بعد خطوة واحدة من الهاوية. مباراة الأربعاء القادم في الرياض ليست مجرد ودية عادية، بل قد تحدد مصير موسم كامل وتكشف حقيقة مرعبة: هل انتهت آمال الفتح نهائياً؟
تحت قيادة المدرب البرتغالي جورجي جيسوس، يواصل النصر تحضيراته بثقة الزعيم الذي حقق المستحيل - 27 نقطة من 27 في 9 جولات، إنجاز لم يشهده الدوري منذ سنوات. في المقابل، يتدرب الفتح تحت ضغط هائل مع المدير الفني قوميز الذي يبحث عن معجزة تنقذه من المركز السابع عشر المخيف. "أحمد الفتحاوي" مشجع مخلص منذ 20 عاماً يقول بحسرة: "أشاهد فريقي ينهار أمام عيني، 5 نقاط فقط في ثلث الموسم... هذا كابوس حقيقي".
الأرقام تحكي قصة مؤلمة: النصر يطير كالنسر في القمة بينما الفتح يزحف كالسلحفاة نحو منطقة الخطر. هذه الهوة الضخمة البالغة 22 نقطة أكبر من مجموع نقاط ثلاثة فرق في المؤخرة مجتمعة. د. محمد الرياضي، محلل كرة القدم يحذر: "الفارق كبير ومؤلم، لكن الكرة مدورة والمفاجآت واردة في الوديات". هذا التباين الصادم يذكرنا بآخر مرة حقق النصر العلامة الكاملة في بداية موسم 2014.
تأثير هذه المواجهة يتجاوز أرضية الملعب ليصل إلى المقاهي الشعبية والمجالس حيث تشتعل النقاشات الحامية. "سعد النصراوي" مشجع شاب يعيش النشوة: "لأول مرة في حياتي أرى فريقي بهذا التألق المدمر". بينما تسود حالة من القلق المتزايد بين جماهير الفتح التي تخشى من استمرار الانهيار المروع. هذه الودية قد تكون المؤشر الحاسم لما ينتظر الفريقين عند استئناف الدوري، حيث يبحث النصر عن تأكيد هيمنته بينما يقاتل الفتح من أجل البقاء.
مع اقتراب صافرة البداية، يبقى السؤال المصيري معلقاً في أذهان الجميع: هل ستكون هذه بداية تحول الفتح المعجز أم ترسيخ هيمنة النصر الأسطورية؟ الأربعاء القادم سيحمل الإجابة، وربما يعيد كتابة قصة موسم كامل في 90 دقيقة فقط.
