في تطور صادم هز الملايين من عشاق الكرة العربية، سقط المنتخب السعودي أمام نظيره الأردني بهدف وحيد في نصف نهائي كأس العرب 2025، ليحطم أحلام 35 مليون مشجع كانوا ينتظرون رؤية الأخضر في النهائي. صفر أهداف في 90 دقيقة حاسمة - هكذا انتهى حلم السعودية في الوصول إلى قمة العرب لأول مرة منذ سنوات، بينما حقق الأردن أكبر مفاجأة في تاريخ البطولة بهزيمة أحد أقوى المنتخبات العربية على الإطلاق.
اللحظة الحاسمة جاءت في الدقيقة 66 عندما استغل نزار الرشدان عرضية متقنة من محمود المرضي ليسجل الهدف الذي قلب كل المعادلات رأساً على عقب. "لم أصدق ما حدث، كان كالحلم،" قال أحمد العتيبي، مشجع سعودي سافر من الرياض خصيصاً لمتابعة المباراة. المشهد المؤلم لحارس السعودية نواف العقيدي وهو يسقط على ركبتيه بعد الهدف سيبقى محفوراً في الذاكرة، بينما انفجرت مدرجات الجماهير الأردنية في احتفالات تاريخية لم تشهدها من قبل.
الصدمة تضاعفت عندما تلقى وليد الأحمد البطاقة الحمراء في الدقيقة 90+5 بعد الرجوع لتقنية الفار، ليلعب الأخضر آخر دقائق المباراة بعشرة لاعبين فقط. هذه النتيجة تشبه إلى حد كبير خروج البرازيل المفاجئ أمام ألمانيا في مونديال 2014 على أرضها - حيث يسقط المرشح الأول بطريقة لا أحد يتوقعها. د. سعد الحارثي، المحلل الكروي المعروف، علق قائلاً: "السعودية دفعت ثمن عدم استغلال الفرص الذهبية التي حصلت عليها، خاصة في الشوط الأول."
التأثير على الحياة اليومية لملايين المشجعين السعوديين كان مدمراً - من المقاهي الشعبية في جدة إلى المجالس في الرياض، ساد صمت مطبق عوضاً عن الاحتفالات المتوقعة. محمد الزعبي، المصور الصحفي الأردني الذي عاش اللحظات التاريخية من المدرجات، وصف المشهد: "رأيت دموع الفرح في عيون الأردنيين ودموع الحزن في عيون السعوديين في نفس اللحظة." النتيجة تعني أن الأردن سيواجه المغرب في النهائي خلال 72 ساعة فقط، بينما يعود اللاعبون السعوديون إلى ديارهم محملين بأسئلة صعبة حول مستقبل المنتخب ومكانته العربية.
ليلة سوداء في تاريخ الكرة السعودية تقابلها ليلة ذهبية في تاريخ الأردن - هذا ما حدث في 90 دقيقة غيرت مجرى بطولة كاملة. الطريق أصبح طويلاً أمام الأخضر لاستعادة مكانته العربية والثقة المفقودة، والوقت حان للعمل الجاد وليس للانتقادات المدمرة فقط. السؤال الذي يطرح نفسه الآن: هل ستكون هذه الصدمة بداية نهضة جديدة أم بداية تراجع أكبر؟ الإجابة ستحددها الأيام والشهور المقبلة، لكن شيئاً واحداً مؤكد - كرة القدم العربية شهدت ليلة لن تُنسى أبداً.
