في تطور صادم يهز الأمان المصرفي في مصر، يحذر خبراء الأمن من أن 24 ساعة فقط هي كل ما يحتاجه المحتال لتفريغ حساب بناه صاحبه في 30 سنة عمل. مكالمة هاتفية واحدة قد تدمر أحلام التقاعد التي عملت من أجلها طوال حياتك، وفي هذه اللحظة بالذات، محتال ما يحاول الاتصال بأحد أقاربك.
أطلق بنك مصر أقوى حملة توعوية في تاريخه ضد المحتالين تحت شعار صادم "أمانة عليك.. توعيهم، نخبي البيانات.. نحمي الحسابات"، كاشفاً حقيقة مرعبة: 100% من البنوك لا تطلب أبداً الرقم السري عبر الهاتف، مما يعني أن أي طلب من هذا النوع هو احتيال محقق. أم محمود، المعلمة المتقاعدة البالغة من العمر 65 سنة، تروي بصوت مرتجف: "فقدت مدخرات 30 سنة في مكالمة استمرت 10 دقائق فقط... لم أتخيل أن طيبة قلبي ستدمر مستقبلي."
تأتي هذه الحملة الطارئة تزامناً مع شهر التوعية بأمن المعلومات، في ظل تزايد مرعب لعمليات الاحتيال الرقمي التي تستغل التحول الرقمي السريع في مصر. الإحصائيات العالمية تكشف صدمة أكبر: 90% من ضحايا الاحتيال الإلكتروني هم من كبار السن، الذين يقعون فريسة لثقتهم الزائدة وقلة خبرتهم التقنية. د. سامي حسن، خبير أمن المعلومات، يحذر بقلق: "المحتالون يستغلون طيبة المصريين وثقتهم في الآخرين، وهذا ما يجعلهم أهدافاً سهلة."
التأثير على الحياة اليومية بات ملموساً: تغيير جذري في طريقة تعامل المصريين مع المكالمات والرسائل، حيث بات كل رنين هاتف مصدر قلق محتمل. أحمد كمال، المهندس الشاب، يحكي قصة نجاته: "أنقذت والدي من محاولة احتيال قبل دقائق من إرسال الرقم السري، عندما تذكر تحذيراتي المستمرة." النتائج المتوقعة مشجعة: مجتمع أكثر وعياً وحذراً، لكن التحدي يكمن في الوصول لجميع الفئات قبل أن يصل إليها المحتالون أولاً.
بينما يرحب العملاء بهذه المبادرة الحمائية، يبقى السؤال الأهم معلقاً في الهواء: هل أنت متأكد أن الشخص الذي يتصل بك الآن هو حقاً من البنك؟ البنك يؤكد أن الحماية مسؤولية مشتركة، وأن مستقبل الخدمات المصرفية الرقمية في مصر يعتمد على وعي كل مواطن. تذكر: بياناتك المصرفية مثل مفاتيح بيتك، لا تعطيها لغريب مهما بدا مقنعاً.