في موقف صادم هز الوسط الإعلامي العربي، انتهت 40 عاماً من الخبرة الإعلامية لإبراهيم الفريان بـ3 دقائق مؤلمة من الإهانة على الهواء المباشر، عندما لم يعرفه زميل مهنة أردني رغم مشاركته في تغطية كأس العالم 6 مرات - رقم لم يحققه سوى قلة من الإعلاميين العرب. الحادثة التي وقعت في برنامج "ليالي العرب" تثير تساؤلات مؤلمة: هل وصلنا لدرجة عدم احترام رموزنا الإعلامية؟
بدأت الأزمة عندما قدم مقدم البرنامج العراقي الفريان كـ"أسطورة الإعلاميين في السعودية"، لكن الضيف الأردني قاطعه بعبارة مهينة: "هو إعلامي أول مرة أشوفه". أبو سالم، وهو إعلامي متمرس يبلغ 58 عاماً، شعر بالإهانة المهنية أمام ملايين المشاهدين عندما رفع بطاقته الإعلامية العتيقة قائلاً: "أنا أعمل في الإعلام منذ 40 عاماً، قبل أن تدخل أنت هذا المجال". اللحظة المؤلمة انتهت بانفجاره غضباً: "أنت ما أنت محترم" قبل أن يغادر الاستوديو في مشهد لن تنساه الشاشات العربية.
هذا الحادث يكشف أزمة عميقة في الاحترام المهني تضرب الإعلام العربي، حيث تتسع الفجوة بين الأجيال الإعلامية. د. محمد العمودي، خبير الإعلام، يعلق: "نشهد انهياراً في ثقافة الاحترام المهني، فكيف لإعلامي ألا يعرف من غطى أهم الأحداث الرياضية في التاريخ؟" هذه الحادثة تذكرنا بموقف مشابه عندما لم يعرف مذيع شاب الفنان عادل إمام، مما يطرح تساؤلات حول مستوى التحضير والبحث في البرامج الإعلامية المعاصرة.
التداعيات على الحياة اليومية للإعلاميين العرب ستكون عميقة، حيث يشعر كثيرون منهم بـالقلق من عدم تقدير خبرتهم. خالد الأردني، وهو الإعلامي الذي تسبب في الأزمة، لم يدرك حجم الإهانة التي سببها لرمز إعلامي كبير. المؤشرات تشير إلى أن هذا الحادث سيؤدي إلى مراجعة شاملة لبروتوكولات استضافة الضيوف في البرامج العربية، بينما ينتظر الوسط الإعلامي اعتذاراً رسمياً قد ينقذ ما يمكن إنقاذه من سمعة البرنامج. التضامن الواسع مع الفريان على وسائل التواصل يؤكد أن الجمهور العربي لا يزال يقدر الخبرة والتاريخ المهني.
هذا الحادث المؤسف يضعنا أمام مفترق طرق: إما أن نبدأ في وضع معايير واضحة للاحترام المهني في إعلامنا العربي، أو أن نستمر في شاهد انهيار قيم الاحترام التي بناها رواد الإعلام عبر عقود من العمل. خبرة 40 عاماً تستحق التقدير لا التجاهل، والسؤال الذي يطرح نفسه الآن: هل سيكون هذا الحادث المؤلم بداية تغيير حقيقي في طريقة تعاملنا مع رموزنا الإعلامية، أم مجرد فضيحة أخرى نتناساها مع الوقت؟