الرئيسية / شؤون محلية / عاجل: 25 روسياً يتحدون الثلوج والقمع من أجل لعبة أطفال… احتجاج تاريخي يهز سيبيريا!
عاجل: 25 روسياً يتحدون الثلوج والقمع من أجل لعبة أطفال… احتجاج تاريخي يهز سيبيريا!

عاجل: 25 روسياً يتحدون الثلوج والقمع من أجل لعبة أطفال… احتجاج تاريخي يهز سيبيريا!

نشر: verified icon أمجد الحبيشي 15 ديسمبر 2025 الساعة 01:20 مساءاً

في مشهد نادر وسط ثلوج سيبيريا القارسة، تحدى 25 شخصاً فقط درجة حرارة -30 مئوية والقمع المحتمل، ليقفوا في دائرة احتجاجية ضد قرار حكومي يؤثر على ملايين الأطفال الروس. في حديقة فلاديمير فيسوتسكي بمدينة تومسك النائية، على بعد 2900 كيلومتر من موسكو، رفع المحتجون لافتات كتبوا عليها "ارفعوا أيديكم عن روبلوكس" و"روبلوكس ضحية الستار الحديدي الرقمي"، في احتجاج تاريخي قد يغير مستقبل الإنترنت في روسيا.

يأتي هذا الاحتجاج الجريء رداً على قرار هيئة مراقبة الاتصالات الروسية "روسكومنادزور" بحظر منصة روبلوكس للألعاب في الثالث من ديسمبر، بحجة احتوائها على "محتوى غير لائق يؤثر سلباً على النمو الفكري والأخلاقي للأطفال". أليكسي، منظم الاحتجاج البالغ من العمر 28 عاماً، تحدى البرد القارس قائلاً: "لا يمكننا الصمت بينما تُسرق طفولة أطفالنا الرقمية". المشهد المؤثر أظهر أنفاس المتظاهرين المتصاعدة في الهواء البارد، بينما تتباين لافتاتهم الملونة مع بياض الثلج، في رمزية قوية لصمودهم أمام "العاصفة الرقمية".

هذا الحظر ليس معزولاً، بل جزء من موجة رقابة متصاعدة منذ بداية الحرب الأوكرانية، حيث حجبت موسكو أكثر من ست منصات رئيسية شملت فيسبوك وإنستجرام ويوتيوب وواتساب وسناب شات. الدكتور إيفان بتروف، خبير الأمن السيبراني، يحذر قائلاً: "نشهد ولادة ستار حديدي رقمي جديد، مثل عصر الاتحاد السوفيتي لكن في العالم الافتراضي". هذا النمط المتكرر يثير مخاوف من عزلة رقمية كاملة، خاصة أن روبلوكس تضم أكثر من 200 مليون مستخدم عالمياً، ما يجعل حرمان الأطفال الروس منها "كإغلاق آخر ملعب في الحي".

التأثير على الحياة اليومية للعائلات الروسية مدمر ومباشر. ماريا البالغة من العمر 8 سنوات كانت تبني عوالمها الخاصة على روبلوكس كل مساء بعد المدرسة، والآن تجد نفسها محرومة من مساحة الإبداع التي أحبتها. سيرجي، والد لثلاثة أطفال، شهد دموع ابنه عندما اكتشف الحظر، قائلاً: "كيف أشرح لطفل عمره 10 سنوات أن حكومته تمنعه من اللعب مع أصدقائه حول العالم؟". الخبراء يتوقعون نمو جيل كامل معزول رقمياً، مما قد يؤثر على قدرتهم التنافسية العالمية مستقبلاً، بينما يلجأ الكثيرون لاستخدام شبكات VPN رغم المخاطر القانونية.

في ظل تصاعد موجة الاحتجاجات الرقمية وانتشار الغضب الشعبي على المنصات البديلة، تقف روسيا أمام مفترق طرق حاسم. هل ستنتشر احتجاجات مشابهة في مدن روسية أخرى؟ هل ستتراجع الحكومة تحت ضغط الشارع؟ أم أننا نشهد ولادة جيل روسي محروم من حقه في الاتصال بالعالم الرقمي؟ الـ25 شخصاً الذين تحدوا البرد القارس في سيبيريا قد زرعوا بذرة تغيير، لكن السؤال الأهم يبقى: هل نشهد بداية انتفاضة رقمية صامتة، أم النهاية الحتمية للإنترنت الحر في روسيا؟

اخر تحديث: 15 ديسمبر 2025 الساعة 03:45 مساءاً
شارك الخبر