في تطور مفاجئ هز عالم الكرة السعودية، حقق نادي الاتحاد انتصاراً مدوياً على بالم سيتي الإماراتي بسداسية نظيفة خلال 90 دقيقة فقط - بمعدل هدف كل 15 دقيقة في عرض كروي أشعل آمال العودة الكبرى. بعد شهور من الخيبات والنتائج المخيبة، يكتسح العميد خصمه في دبي ويثير تساؤلات جدية: هل استيقظ العملاق النائم أخيراً؟
في ملاعب دبي التي شهدت هذا المهرجان الهجومي، تحولت مباراة ودية اعتيادية إلى عرض كروي مذهل سجل فيه ستة لاعبين مختلفين أهدافهم في الدقائق 2، 59، 65، 81، 85، و87. حامد العتيبي، الذي افتتح المهرجان مبكراً، أعطى الثقة للفريق بينما أكمل روجر المشوار بهدفين. "لم أر الاتحاد بهذه القوة منذ سنوات"، قال سالم المطيري الذي حضر المباراة من جدة خصيصاً. المدرب البرتغالي سيرجيو كونسيساو ابتسم أخيراً وسط هتافات الجماهير التي تتنفس الصعداء.
بعد محطات سيئة عديدة على الصعيدين القاري والمحلي، كان الاتحاد يبحث عن الخلاص في معسكره الاستعدادي الذي اختار له إمارة دبي بعناية. اختيار دبي لم يكن صدفة - الأجواء المثالية والمرافق الرياضية المتطورة وفرت البيئة المناسبة لإعادة بناء ثقة اللاعبين. هذا الفوز الكاسح يذكرنا بأيام الاتحاد الذهبية في التسعينات عندما كان يكتسح خصومه بنفس الطريقة المدمرة. د. فهد الشمري، المحلل الرياضي، يؤكد: "هذا الفوز بداية التحول الحقيقي وليس مجرد ومضة عابرة."
التأثير لم يقتصر على أرض الملعب فحسب، بل امتد لشوارع جدة حيث يستعد مشجعو الاتحاد لحجز تذاكر دوري روشن بعد شهور من العزوف. محمد الحارثي، مشجع الاتحاد منذ 20 عاماً والذي كان يخشى موسماً آخر من الخيبات، يقول بفرح: "أشعر وكأن قلبي عاد للحياة مرة أخرى." المباراة المقبلة أمام جلف يونايتد في 14 ديسمبر ستكون الاختبار الحقيقي لاستمرارية هذا المستوى المتفجر. لكن الخبراء يحذرون من الثقة المفرطة ويؤكدون ضرورة الاستفادة من هذا الزخم بحكمة.
بينما ينتظر دوري روشن عودة العميد الحقيقية، تبقى الأسئلة الكبرى معلقة في الهواء. الفوز الكبير حقق، المعسكر مستمر، والأمل متجدد في قلوب الملايين. على الجماهير مواصلة الدعم حتى في اللحظات الصعبة، وعلى الإدارة الاستثمار الذكي في هذا النجاح الواعد. السؤال الذي يحير الجميع الآن: هل هذا إعلان رسمي عن بداية العودة الكبرى للاتحاد... أم مجرد وهج أخير قبل العودة للظلام؟
