في تطور صاعق هز القطاع التعليمي السعودي، كشفت الشركة الوطنية للتربية والتعليم عن نمو استثنائي بنسبة 13% في أعداد الطلاب المسجلين خلال الربع المنتهي في أكتوبر 2025 - رقم يعني انضمام طالب جديد كل ساعة تقريباً. هذا النمو الهائل، الذي لم تشهده الشركة منذ تأسيسها، يعكس ثورة حقيقية تجتاح قطاع التعليم الخاص، بينما يتسابق أولياء الأمور مع الزمن لضمان مقاعد لأطفالهم قبل امتلاء المدارس المتميزة.
الأرقام المعلنة تكشف عن تحول جذري في خريطة التعليم السعودي، حيث تشهد المجمعات التعليمية التابعة للشركة إقبالاً منقطع النظير يترجم إلى إيرادات إضافية بمليارات الريالات. "أم سعد"، والدة لثلاثة أطفال من الرياض، تروي معاناتها: "زرت ست مدارس في أسبوع واحد، وجميعها ممتلئة. أشعر بالذعر من عدم إيجاد مكان مناسب لأطفالي." هذا المشهد يتكرر في أحياء المدن السعودية الكبرى، حيث تتحول عملية البحث عن مدرسة جيدة إلى مهمة شاقة تتطلب التخطيط المبكر والصبر.
هذا النمو المتفجر لا يأتي من فراغ، بل يشكل جزءاً من تحول شامل في منظومة التعليم ضمن رؤية 2030، التي جعلت من التعليم الجيد أولوية قصوى. العوامل المؤثرة تتنوع بين تحسن مستوى المعيشة للأسر السعودية، والوعي المتزايد بأهمية الاستثمار في تعليم الأطفال، إضافة إلى ثقة متنامية في جودة المدارس الخاصة. د. عبدالله المعلم، خبير التعليم، يؤكد: "نشهد تكراراً لما حدث في قطاعات الترفيه والرياضة - نهضة حقيقية مدفوعة برؤية طموحة وإرادة قوية للتغيير."
التأثير على الحياة اليومية للأسر السعودية بات واضحاً، فالمنافسة على المقاعد تشتد يوماً بعد يوم، والأسعار ترتفع تدريجياً مع تزايد الطلب. "سالم الاستثماري"، رجل الأعمال الذي استثمر في قطاع التعليم مبكراً، يصف الوضع قائلاً: "حققت عوائد تفوق الخيال، لكن الأهم أننا نساهم في بناء جيل متعلم قادر على قيادة المستقبل." النتائج المتوقعة تشير إلى دخول مستثمرين جدد للقطاع، وتطوير مناهج أكثر تقدماً، مع فرص ذهبية للتوسع الجغرافي وإدخال تقنيات تعليمية مبتكرة.
هذا النمو الاستثنائي يضع قطاع التعليم الخاص السعودي على خريطة الاستثمارات العالمية الواعدة، مع إمكانية تطوير منظومة تعليمية قادرة على منافسة أفضل المدارس العالمية. على الأسر التحرك بسرعة لضمان مستقبل أفضل لأطفالها، وعلى المستثمرين دراسة هذه الفرص الذهبية بعناية فائقة. لكن السؤال المحوري يبقى: هل نحن أمام بداية عصر ذهبي للتعليم السعودي، أم مجرد فقاعة استثمارية قد تنفجر قريباً؟