في تطور مذهل يعيد تعريف حدود العقل البشري، تشهد إمارة الفجيرة ثورة تعليمية حقيقية بانطلاق مبادرة فريدة تحول 200 عقل صغير إلى حاسبات بشرية فائقة السرعة. بينما يحسب أطفال العالم على أصابعهم، يستعد أطفال الفجيرة لحل معادلات معقدة بسرعة الضوء، في تحدٍ مباشر لقدرات الآلات الذكية ذاتها.
انطلقت هذه المبادرة الاستثنائية بتوجيهات مباشرة من سمو الشيخ محمد بن حمد الشرقي، ولي عهد الفجيرة، حيث يخضع 200 طالب وطالبة من مختلف مدارس الإمارة لبرنامج تدريبي متطور يهدف لإطلاق إمكانيات عقولهم الخفية. "أحمد المرزوقي، طالب في الصف التاسع، يستطيع حل 100 عملية ضرب في دقيقتين فقط"، يقول مدربوه وهم يراقبون أصابعه تتحرك بسرعة مذهلة فوق الورق، وعيناه مركزتان بشدة كأنه في حالة تأمل عميق.
هذه ليست مجرد مبادرة تعليمية عادية، بل استثمار استراتيجي في أجيال المستقبل يذكرنا بأكاديميات الرياضيات اليابانية القديمة التي أنتجت عباقرة الحساب. الدكتور أحمد حمدان الزيودي، مدير مكتب سمو ولي العهد، يؤكد أن "هذا البرنامج يمثل خطوة محورية في بناء جيل قادر على المنافسة والمساهمة في مسارات التنمية المستقبلية". والمثير أن مركز Smart Brain المتخصص يشرف على تطوير مهارات ذهنية وتجريدية أعمق، في تحضير شامل لمنافسات حسابية قد تضع هؤلاء الصغار في مواجهة مباشرة مع أفضل عقول العالم.
التأثير يتجاوز حدود قاعات الدراسة ليصل إلى البيوت والمجتمع. "أم محمد، والدة أحد المشاركين تقول: 'ابني تغير تماماً، أصبح أكثر ثقة وذكاءً، حتى أنه يساعدني في حساب فواتير البيت'". هذا التحول الجذري يمتد ليشمل تحسن الأداء الأكاديمي العام، وزيادة الثقة بالنفس، بينما تتردد في أروقة المدارس همهمات التركيز العميق وصيحات الإعجاب من المعلمين. والأهم من ذلك، أن هؤلاء الأطفال يطورون قدرات تفوق الخيال - حيث تشير الدراسات إلى أن الحساب الذهني ينشط 7 مناطق دماغية مختلفة.
بينما يستمر البرنامج في إعداد هذه النخبة الاستثنائية، يبقى السؤال الأهم: هل نشهد ولادة جيل جديد من العباقرة العرب قادر على تحدي الذكاء الاصطناعي بعقول بشرية خارقة؟ المستقبل القريب سيحمل الإجابة، عندما تختبر هذه العقول الذهبية قدراتها في المنافسات الدولية، وتثبت أن الاستثمار في العقول البشرية لا يزال الرهان الأذكى في عصر التكنولوجيا.