في تطور صادم هز أركان الكرة المصرية، شهد استاد المقاولون العرب مساء الثلاثاء واحدة من أعظم العودات في تاريخ كأس الرابطة المصرية، حين نجح كهرباء الإسماعيلية في تحقيق المستحيل بالعودة من تأخر 0-3 إلى التعادل 3-3 أمام الزمالك العملاق. 23 دقيقة فقط غيّرت تاريخ البطولة إلى الأبد، عندما سجل محمد شيكا هاتريك مذهل حول الحلم المستحيل إلى حقيقة صادمة.
بدأت المباراة كما هو متوقع، بسيطرة زملكاوية واضحة توجها عمرو ناصر بالهدف الأول في الدقيقة العشرين. ثم انفجرت الإثارة مع بداية الشوط الثاني عندما ارتطمت كرة أحمد شريف بالقائم واصطدمت بحارس كهرباء الإسماعيلية لتسكن الشباك في مشهد عجيب، قبل أن يضيف آدم كايد الهدف الثالث ليجعل النتيجة 3-0. "لقد ظننا أن المباراة انتهت، كان الزمالك يلعب بثقة مفرطة" قال أحمد الزملكاوي، مشجع متعصب سقط من مقعده صدمة عندما بدأت المعجزة.
لكن كرة القدم لا تعرف المستحيل، وهذا ما أثبته محمد شيكا نجم كهرباء الإسماعيلية الذي بدأ عودة تاريخية في الدقيقة 54 بهدفه الأول، مستغلاً ثقة مفرطة من دفاع الزمالك. البطولة تُقام للمرة الخامسة وقد شهدت انتصارات لفيوتشر وثلاثية لسيراميكا كليوباترا, لكن ما حدث أمس يفوق كل التوقعات. العوامل التي ساهمت في هذه العودة المذهلة تشمل التبديلات التكتيكية الذكية من جهاز كهرباء الإسماعيلية والثقة المفرطة التي أصابت لاعبي الزمالك بعد التقدم المريح.
في مشهد أشبه بأفلام هوليوود المستحيلة، واصل محمد شيكا صناعة التاريخ بتسجيل الهدف الثاني في الدقيقة 71، قبل أن يُكمل هاتريك أسطوري في الدقيقة 77 ليدرك التعادل وسط جنون جماهيري لم يشهده استاد المقاولون العرب منذ سنوات. هذه المباراة ستغير نظرة كل مقاه مصر الشعبية للكرة، حيث ستصبح حديث الشارع لأسابيع قادمة، وستجعل مواقع التواصل الاجتماعي مشتعلة بالجدل والتحليلات. سامي المقاول، حارس أمن الاستاد، عبر عن دهشته: "لم أشهد جنوناً جماهيرياً مثل هذا منذ 20 عاماً في المهنة".
وسط صرخات الجماهير المدوية وقشعريرة الإثارة التي اجتاحت المدرجات، انتهت المباراة بتعادل تاريخي سيُدرّس في أكاديميات كرة القدم كدرس في عدم الاستسلام أبداً. 6 أهداف في 90 دقيقة تعني معدل هدف كل 15 دقيقة - رقم يفوق معدل الإثارة في أي بطولة أوروبية. السؤال الآن: هل سيتعافى الزمالك من هذه الصدمة النفسية؟ وهل ستواصل كهرباء الإسماعيلية صناعة المعجزات؟ في عالم كرة القدم المجنون... هل يمكن أن نثق في أي نتيجة بعد اليوم؟
