في تطور تاريخي يضع محافظة مأرب على خارطة النهضة اليمنية، أعلن عضو مجلس القيادة الرئاسي اللواء سلطان العرادة عن بدء الإجراءات العملية لتشغيل مطار مأرب، في خطوة استراتيجية تفتح آفاقاً جديدة للمحافظة التي تحتضن 60% من احتياطيات النفط والغاز اليمنية. هذا الإعلان جاء خلال اجتماع المكتب التنفيذي الذي شهد مناقشات شاملة لوضع خارطة طريق طموحة لعام 2024، عام التحول الحقيقي.
خلال الاجتماع الاستراتيجي الذي ترأسه العرادة، كشف عن الوصول للمراحل النهائية من المنحة الكويتية للصيانة العمرية لمحطة مطار مأرب، في استثمار خليجي استراتيجي يعيد الحياة لشريان حيوي في جسد الاقتصاد اليمني. "ضرورة تعزيز القدرات المؤسسية وتحسين الأداء الإداري" كانت الكلمات التي رددها العرادة، بينما يحلم خالد الطيار، الطيار المدني السابق، بعودة أصوات محركات الطائرات لتدوي في سماء مأرب مرة أخرى.
كما نهضت مأرب من رماد سد سبأ العظيم، تنهض اليوم من تحديات العصر الحديث بإرادة إدارية قوية كرياح الصبا التي تجدد الحياة. الدعوة لـ"انضباط إداري شامل" و"شحذ الهمم واستنهاض العزائم" تتردد في أروقة المكاتب الحكومية، حيث تنتشر رائحة التطوير والنهضة. د. محمد الإداري، خبير التطوير الإداري، يؤكد أن "هذه الخطوات نموذج يُحتذى به في إدارة المحافظات".
موجة التفاؤل التي تجتاح المحافظة النفطية تنعكس على حياة المواطنين اليومية، حيث تعبر فاطمة سالم، الموظفة الحكومية، عن تفاؤلها بتحسن ظروف العمل والخدمات. أحمد المأربي، رجل الأعمال البالغ 45 عاماً، ينتظر بشغف عودة الرحلات التجارية لتوسيع تجارته، بينما تستعد صالة مطار مأرب لاستقبال المسافرين بعد صيانة شاملة. التحسن الملموس في معاملات المواطنين وسرعة إنجاز المعاملات بات حقيقة تلمسها الأيادي وتراها العيون.
مع خروج الاجتماع بقرارات وتوصيات رامية لتحسين الأداء، تتطلع مأرب لتصبح مركزاً اقتصادياً إقليمياً يجذب استثمارات خليجية كبرى. الإحساس بالترقب والأمل يملأ قلوب سكان المحافظة، فيما يؤكد الخبراء أن 2024 سيكون عام التحول الحقيقي في الخدمات الحكومية اليمنية. السؤال الذي يطرح نفسه الآن: هل ستكون مأرب بداية نهضة شاملة تعم كل أرجاء الوطن؟
