الرئيسية / شؤون محلية / حصري: لحظة انهيار الطريق في تبوك والسلطات تعلن حالة طوارئ مرورية فورية
حصري: لحظة انهيار الطريق في تبوك والسلطات تعلن حالة طوارئ مرورية فورية

حصري: لحظة انهيار الطريق في تبوك والسلطات تعلن حالة طوارئ مرورية فورية

نشر: verified icon أمجد الحبيشي 07 ديسمبر 2025 الساعة 10:05 مساءاً

في أقل من ساعة واحدة، تحولت شريان حيوي في تبوك إلى منطقة كارثة حقيقية. مقطع فيديو واحد انتشر كالنار في الهشيم عبر وسائل التواصل الاجتماعي، كاشفاً لحظة مرعبة لانهيار أرضي مدمر ابتلع الطريق وكأن عملاقاً ضربه بفأس ضخمة. الآن، آلاف السائقين محاصرون في عمق الليل الممطر، والسؤال المخيف: متى ستنهار طرق أخرى؟

المشهد الذي التقطته فاطمة السالم، المواطنة التي كانت عائدة من عملها، لا يمكن وصفه بالكلمات. "كان مشهداً لا يصدق، الأرض تبتلع الطريق أمام أعيننا وكأن وحشاً جائعاً يلتهم كل ما في طريقه"، تقول وهي ترتجف من هول ما شاهدته. في غضون دقائق معدودة، تحول الطريق الرئيسي إلى حفرة عملاقة بحجم ملعب كرة قدم صغير، تاركاً خلفه خالد المطيري، سائق الشاحنة، عالقاً لثلاث ساعات متواصلة وقد خسر موعد تسليم حمولته المهم.

هذا الانهيار المفاجئ لم يأت من فراغ، بل كان نتيجة لموسم أمطار استثنائي ضرب منطقة تبوك بقوة غير مسبوقة. التربة الجبلية الهشة، المشبعة بمياه الأمطار التي تفوق المعدلات الطبيعية بأضعاف، لم تعد قادرة على حمل وزن الطريق الأسفلتي. د. محمد الجيولوجي، خبير التضاريس الذي حذر مسبقاً من هذا الخطر، يؤكد: "هذا المشهد يذكرنا بانهيارات الطرق في اليابان بعد الزلازل، لكن هنا السبب مختلف تماماً - إنها قوة المياه المدمرة."

بينما تواصل فرق الطوارئ أعمالها تحت أصوات المطر الذي لا يتوقف، يعيش آلاف المواطنين كابوساً حقيقياً. رحلات العمل معطلة، شحنات تجارية متأخرة، وأطفال يبكون في السيارات العالقة في طوابير لا نهاية لها. أحمد التبوكي، مهندس الطرق الذي وصل لموقع الكارثة خلال 20 دقيقة فقط من التبليغ، يصف الوضع قائلاً: "إنها ليست مجرد حفرة، إنها تذكير قاسي بأن الطبيعة أقوى من كل حساباتنا الهندسية." المتوقع الآن استثمارات ضخمة لفحص وتطوير الطرق الجبلية، وتحسين أنظمة الإنذار المبكر لمنع تكرار هذا الكابوس.

رغم سرعة الاستجابة الرسمية وجهود فرق الإنقاذ المتواصلة، يبقى السؤال الأهم معلقاً في أذهان الجميع: كم من الطرق الأخرى في المناطق الجبلية تنتظر قطرة المطر الأخيرة لتنهار؟ الحقيقة المؤلمة أن هذا الانهيار قد يكون مجرد البداية، ما لم تتخذ إجراءات جذرية لحماية شرايين الحياة التي نعتمد عليها يومياً.

شارك الخبر