في تطور تاريخي مفصلي يعيد تشكيل خريطة العمل في المملكة، أعلنت وزارة الدفاع السعودية فتح أبواب التجنيد الموحد لـ7 أفرع عسكرية معاً لأول مرة في تاريخ المملكة، مستهدفة الرجال والنساء في فرصة ذهبية قد لا تتكرر قريباً. هذا الإعلان الذي انتشر كالنار في الهشيم عبر وسائل التواصل الاجتماعي، يفتح المجال أمام آلاف الفرص الوظيفية المستقرة برتب عسكرية تبدأ من جندي وصولاً إلى رقيب، في خطوة تاريخية تشهد للمرة الأولى مشاركة النساء السعوديات في التجنيد العسكري الموحد.
أحمد العتيبي، خريج إدارة أعمال يبحث عن عمل منذ سنة كاملة، يصف الإعلان بـ"النجاة المنتظرة": "لم أجد فرصة مناسبة في القطاع الخاص رغم المحاولات المستمرة، والآن أرى أمامي فرصة للحصول على وظيفة مرموقة ومستقرة مدى الحياة". والأرقام تتحدث عن نفسها: 5 رتب عسكرية مختلفة في قطاعات متنوعة تشمل القوات البرية والجوية والبحرية وقوات الدفاع الجوي وقوة الصواريخ الاستراتيجية، مع قبول حملة الثانوية العامة والدبلوم والبكالوريوس. التخصصات المطلوبة تغطي عشرات المجالات من الطب إلى التقنية والإدارة، مما يفتح المجال واسعاً أمام مختلف التخصصات.
هذا التوسع الاستثنائي يأتي ضمن استراتيجية المملكة الطموحة لتطوير قدراتها الدفاعية والأمنية تماشياً مع رؤية 2030، في ظل التحديات الإقليمية المتزايدة والحاجة لبناء قوات مسلحة عصرية. د. سعد الشهراني، خبير الشؤون العسكرية، يؤكد أن "هذا التوسع يعكس رؤية المملكة الطموحة لبناء جيش قوي يواكب التطورات التقنية الحديثة". ما يجعل هذا الإعلان أكثر إثارة هو شموليته للنساء لأول مرة في التجنيد العسكري، مما يمثل نقلة نوعية في دمج المرأة السعودية في القطاعات الاستراتيجية، بعد سنوات من النجاحات المتتالية في مختلف المجالات.
نورا المطيري، مهندسة حاسوب من الرياض، تشارك حماسها قائلة: "قررت التقديم فوراً لأحقق حلم خدمة الوطن وأكون جزءاً من منظومة الدفاع الوطني". التأثير على الحياة اليومية للشباب السعودي واضح وفوري، حيث يتسارع آلاف المتقدمين لتحضير أوراقهم ومستنداتهم، بينما تشهد مراكز التدريب البدني إقبالاً استثنائياً من الراغبين في تحسين لياقتهم استعداداً للاختبارات. الشروط محددة وواضحة: السعودية الأصل والمنشأ، حسن السيرة والسلوك، عدم التزوج من غير سعودي، واجتياز المقابلات الشخصية واختبارات اللياقة. المنافسة ستكون شديدة وحاسمة، خاصة مع توقع إقبال عشرات الآلاف من المتقدمين.
هذه الفرصة الاستثنائية تمثل نقطة تحول في مستقبل الدفاع السعودي مع جيل جديد من العسكريين المدربين والمؤهلين. الرسالة واضحة للشباب والشابات السعوديين: ابدؤوا التحضير الآن، اجمعوا مستنداتكم، حسنوا لياقتكم البدنية، فالفرصة محدودة والمنافسة شديدة. السؤال الذي يطرح نفسه الآن: هل ستكون ضمن من يحملون شرف الدفاع عن الوطن، أم ستفوتك فرصة العمر؟