في تطور صادم يكشف عمق الكارثة الاقتصادية التي تعصف باليمن، سجلت أسعار الصرف اليوم الأربعاء فجوة مرعبة تتجاوز الـ 300% بين عدن وصنعاء. 1083 ريال يمني - هذا هو الفارق الجنوني في سعر الدولار الواحد بين المدينتين، في مشهد ينذر بتفكك الوحدة الاقتصادية نهائياً. الخبراء يحذرون: كل دقيقة تمر، الفجوة تتسع أكثر ومدخرات اليمنيين تذوب كالثلج تحت الشمس.
وفقاً لأحدث البيانات، يصل سعر بيع الدولار الأمريكي في عدن إلى 1633 ريال يمني، بينما لا يتجاوز في صنعاء 540 ريالاً فقط - فارق يعادل راتب موظف كامل! أحمد المحضار، موظف حكومي في عدن، يروي مأساته: "راتبي 100 ألف ريال يساوي 61 دولاراً فقط، بينما لو كنت في صنعاء لكان يساوي 185 دولاراً. كيف أطعم أطفالي بهذا الظلم؟" هذا التفاوت الصادم حول اليمن إلى دولتين اقتصادياً، حيث يعيش أهل الجنوب في جحيم التضخم بينما ينعم أهل الشمال باستقرار نسبي مخادع.
جذور هذه الكارثة تمتد إلى انقسام البنك المركزي اليمني عام 2016، عندما تحولت السياسة النقدية إلى سلاح في الحرب الأهلية المستمرة. د. سالم باحارثة، خبير اقتصادي، يؤكد: "هذا التفاوت ليس مجرد أرقام، إنه انقسام اقتصادي يحاكي انقسام ألمانيا الشرقية والغربية." العوامل المؤثرة تتراكم يومياً: سيطرة جماعات مختلفة على المناطق، تضارب السياسات النقدية، وفقدان الاحتياطات الأجنبية. المحللون يتوقعون تفاقم الوضع مع استمرار الصراع وعدم وجود آلية موحدة للسياسة النقدية.
التأثير المدمر يخترق كل جانب من جوانب الحياة اليمنية. فاطمة النجار، ربة بيت من عدن، تكشف: "أصبحت أخطط لرحلة إلى صنعاء لشراء الأساسيات - الرحلة تكلفني أقل من فارق الأسعار!" المضاربون يستغلون الفوضى، حيث يحقق محمد العمراني، تاجر صراف ذكي، أرباحاً يومية خيالية من استغلال فروقات الأسعار. النتائج المتوقعة مرعبة: نشوء أسواق سوداء جديدة، توقف التجارة بين المحافظات، وموجة تضخم جديدة تلتهم ما تبقى من القوة الشرائية للمواطنين. الفرص محدودة للأذكياء، والتحديات ساحقة للبسطاء.
اليمن يقف اليوم على حافة تفكك اقتصادي نهائي، حيث تحولت فجوة الـ 300% في أسعار الصرف إلى شاهد على انهيار دولة بأكملها. السيناريوهات القادمة قاتمة: إما تدخل دولي عاجل لتوحيد السياسة النقدية، أو انقسام اقتصادي دائم يحول اليمن إلى كيانين منفصلين. النصيحة العملية الوحيدة: احموا مدخراتكم بتنويع العملات ومراقبة الأسعار لحظياً. السؤال المصيري يطرح نفسه: هل سيصحو اليمنيون غداً على دولتين اقتصادياً منفصلتين تماماً؟