الرئيسية / مال وأعمال / عاجل: الريال اليمني يحقق استقراراً مفاجئاً... والدولار بـ1617 في عدن مقابل 534 في صنعاء!
عاجل: الريال اليمني يحقق استقراراً مفاجئاً... والدولار بـ1617 في عدن مقابل 534 في صنعاء!

عاجل: الريال اليمني يحقق استقراراً مفاجئاً... والدولار بـ1617 في عدن مقابل 534 في صنعاء!

نشر: verified icon مروان الظفاري 21 نوفمبر 2025 الساعة 02:35 صباحاً

في ظاهرة اقتصادية لم يشهدها العالم من قبل، يعيش الريال اليمني انقساماً صادماً يجعل الألف دولار تساوي 2.8 مليون ريال في عدن مقابل 536 ألف فقط في صنعاء - فجوة تصل إلى 203% في البلد الواحد! هذا الاستقرار المُخادع في الجنوب يخفي وراءه أزمة اقتصادية عميقة تقسم اليمن إلى عوالم مالية منفصلة، والمواطنون محاصرون بين أسعار متناقضة تحدد مصيرهم المعيشي حسب المحافظة التي يعيشون فيها.

أحمد المهري، موظف حكومي في عدن، يختصر المأساة بكلمات مؤلمة: "راتبي 200 دولار يساوي 323 ألف ريال، بينما زميلي في صنعاء يحصل على نفس الراتب بقيمة 107 آلاف ريال فقط. نحن نعمل نفس الوظيفة، لكنني أعيش في جحيم مالي مختلف تماماً." البنك المركزي في عدن ينجح فعلاً في ضبط المضاربات، لكن هذا النجاح يأتي بثمن باهظ - عزل اقتصادي كامل عن باقي أجزاء الوطن. في محلات الصرافة، تسمع صوت عدّ الأوراق النقدية المختلطة مع همهمات المتداولين المحبطين الذين يحسبون خسائرهم بالدقيقة.

هذا الانقسام النقدي ليس وليد اليوم، بل نتاج تراكمات مدمرة منذ 2014 عندما انقسم النظام المصرفي اليمني مع بداية الحرب الأهلية. د. عبدالله السقاف، الخبير الاقتصادي، يقارن الوضع بانقسام ألمانيا الشرقية والغربية قائلاً: "لكن هنا الأمر أسوأ، فنحن نتحدث عن انقسام نقدي في بلد واحد بنفس العملة الرسمية." العوامل المؤثرة معقدة: نقص العملة الصعبة، تعدد السلطات النقدية، وضعف الإنتاج المحلي الذي يجعل الاقتصاد رهينة للاستيراد والتقلبات الخارجية. الخبراء يتوقعون استمرار هذا الوضع سنوات دون حل جذري للأزمة السياسية.

فاطمة العولقي، تاجرة في سوق الحبوب، تعيش هذا التناقض يومياً: "أشتري من صنعاء وأبيع في عدن، الفرق في العملة يضاعف أرباحي أو يدمرني تماماً حسب توقيت الصفقة." هذا الواقع يعني أن موظفاً في عدن يحتاج راتب ثلاثة موظفين في صنعاء للعيش بنفس المستوى المعيشي. النتائج كارثية: تعميق الانقسام الاجتماعي، هجرة رؤوس الأموال، وانهيار التجارة الداخلية. المخاطر محدقة - خسائر فادحة من تقلبات مفاجئة تهدد بانتشار التضخم وزعزعة الاستقرار الاجتماعي. الفرص موجودة للمراجحة التجارية والاستثمار في الصرافة، لكنها محفوفة بمخاطر جسيمة تتطلب متابعة يومية دقيقة للأسعار.

عملة واحدة، بلد واحد، لكن ثلاثة أسعار مختلفة تماماً تعكس واقعاً اقتصادياً منقسماً يقسم اليمن إلى جزر مالية منفصلة. السؤال الحارق: هل سيشهد اليمن توحيداً نقدياً مع نهاية الأزمة السياسية، أم أننا أمام انقسام نهائي يؤسس لعملات متعددة في المستقبل؟ راقب الأسعار يومياً إذا كنت تتعامل بالعملات، وتحوط من مخاطر قد تكلفك كل ما تملك في لحظة واحدة. كم من الوقت يمكن لعملة واحدة أن تحمل ثلاثة أوجه مختلفة قبل أن تنكسر نهائياً؟

شارك الخبر