في تطور يهز استقرار 13 مليون أسرة سعودية، تتجه الأنظار نحو قرار مصيري قد يحرم ملايين المستفيدين من 720 ريال شهرياً بداية من يناير 2026. الدفعة 98 المقررة في 10 ديسمبر تحمل معها أكبر علامة استفهام في تاريخ برنامج حساب المواطن، حيث تشير التسريبات إلى أن هذه قد تكون آخر دفعة تشمل الزيادة الملكية، مما يترك مليارات الريالات معلقة في الهواء.
أم فاطمة، الأرملة التي تعيل 4 أطفال في الرياض، تتابع هاتفها بقلق: "1,440 ريال شهرياً هي كل ما أملك لإطعام أطفالي ودفع الإيجار. إذا اختفت الزيادة، كيف سأواجه زيادة أسعار كل شيء؟" قصتها تتكرر في ملايين البيوت السعودية التي تعتمد على هذا الدعم كشريان حياة مالي. الوزارة لم تصدر بعد أي قرار رسمي يؤكد أو ينفي استمرار الزيادة، تاركة المستفيدين في دوامة من الترقب والقلق.
منذ إطلاق برنامج حساب المواطن، شكّل دعامة أساسية لاقتصاد الأسر السعودية، خاصة مع الزيادة الملكية التي ضاعفت قيمة الدعم للمستفيد الأساسي إلى 720 ريال شهرياً. د. سارة العتيبي، خبيرة الاقتصاد الاجتماعي، تحذر: "اختفاء هذا المبلغ من السوق سيؤثر على قطاعات حيوية كالتجارة والخدمات، فنحن نتحدث عن مبالغ تساوي ميزانية مدينة متوسطة لعام كامل." المقارنة التاريخية تشير إلى أن أي تغيير في هذا البرنامج يُعتبر الأكبر منذ إطلاق رؤية 2030.
محمد الزهراني، الأب لثلاثة أطفال، بدأ بالفعل في تعديل ميزانية أسرته: "ألغيت خطة السفر الصيفية، وأجلت شراء سيارة جديدة. الـ720 ريال ليست مجرد أرقام، بل فواتير مدرسية وطعام وملابس." هذا السيناريو يتكرر في آلاف البيوت، حيث تواجه الأسر احتمالية انخفاض دخلها الشهري بنسبة تصل إلى 40% بين ليلة وضحاها. القطاع التجاري يترقب بدوره، فالمحلات التجارية والمطاعم الشعبية تعتمد بشكل كبير على القوة الشرائية لهذه الشريحة الواسعة من المجتمع.
بينما يبقى 10 ديسمبر 2025 موعداً مؤكداً لصرف آخر دفعة مضمونة بالزيادة الملكية، يقف ملايين السعوديين أمام مفترق طرق مالي حاسم. الحكومة لم تكشف بعد عن خططها البديلة أو إمكانية تمديد الدعم، مما يجعل السؤال الأهم: هل أنت مستعد لإعادة تشكيل حياتك المالية بالكامل خلال الشهر القادم؟
