في 90 دقيقة، تحطمت أحلام 10 ملايين إماراتي، وانتعشت آمال 40 مليون عراقي. سالم الدوسري أصبح اليوم واحداً من 847 لاعباً فقط في التاريخ حققوا 100 مباراة دولية. اللحظة التي غيرت خريطة كأس العالم 2026 إلى الأبد، توشك على الدخول في التاريخ. سنحكي بهدوء مدى تأثير هذه اللحظة، وتداعياتها على الساحة الكروية.
شهد ملعب التصفيات النهائية لكأس العالم مواجهة نارية بين العراق والإمارات، انتهت بفوز العراق وتأهله لكأس العالم. 100 مباراة، مرتان أفضل لاعب آسيوي، و20 سنة من الغياب العراقي. قال ماجد عبدالله: "الأرقام لا تكذب، وسالم الدوسري رقم صعب التكرار". دموع الفرح غمرت بغداد، بينما ساد حزن عميق في أبوظبي، حيث سطع الفخر الخليجي بإنجاز سالم. أحمد المطيري، مشجع إماراتي، لم يتمالك دموعه وهو يحتضن ابنه الصغير الحالم برؤية منتخب بلاده في كأس العالم.
طوال العقود الماضية، كان التأهل لكأس العالم حلماً للعديد من المنتخبات العربية. استثمار كروي، وتطوير تقني، ودعم جماهيري لعبت دورها في تغيير مسار التاريخ. مقارنة بتأهل السعودية عام 1994 وعودة العراق بعد عقدين، تظهر جلياً الآمال المعقودة على تحقيق أداء عربي مشرف. د. فايز النجار يرى بتفاؤل حذر المدى الذي يمكن أن تصل إليه الفرق العربية في الساحة العالمية.
بفوز العراق وتألق سالم الدوسري، تأثرت الحياة اليومية برفع الروح المعنوية وزيادة الاهتمام بكرة القدم الشعبية. من المتوقع أن تشهد المنطقة استثمارات جديدة واهتمام إعلامي عالمي. فرصة ذهبية لتطوير الكرة بالمنطقة، وفي الوقت ذاته تحذير من الرضا عن النفس والاكتفاء بالإنجازات الحالية. علي المحمود، عراقي عمره 35 سنة، شعر بفخر لا يوصف لعودة بلاده للمنافسات العالمية بعد غياب طويل.
إنجازات العراق وسالم الدوسري تضعنا أمام تساؤلات حول المستقبل. "كأس العالم 2026 ستشهد عرساً عربياً بنكهة عراقية وتتويجاً خليجياً". دعوة للعمل بجدية أكبر على استكشاف المواهب الرياضية الشابة اقتداءً بالنموذج السعودي. هل سيكون هذا بداية عصر ذهبي جديد للكرة العربية، أم مجرد ومضة في ظلام طويل؟