في مفاجأة مدوية تهز أركان الدوري المصري للمحترفين، يتصدر أبو قير للأسمدة المشهد الرياضي بعد 18 جولة، مسجلاً نتيجة لم يسبق لنادٍ صناعي أن حققها منذ 15 عاماً. مع تحقيقه لعشرة تعادلات من أصل 18 مباراة، ورغم الخسارة الواحدة، فإن النجاح الدفاعي يسيطر على المشهد. ولكن، تبقى أمام المتابعين 15 جولة لمعرفة إلى أين سيقود هذا الفريق ثورة الدفاع في الكرة المصرية.
تسجل البطولة هذا الموسم تنافساً مثيراً، حيث يتواجه 18 فريقاً على مدى 162 مباراة، في رحلة تتسم بالحماس والندية. أحمد الإسكندراني، مدرب أبو قير للأسمدة، يعبر ببساطة عن فلسفته: 'نلعب كل مباراة كأنها نهائي، فالتعادل أفضل من الخسارة.' وبتصدره برصيد 31 نقطة مع الفارق الطفيف في الأهداف البالغ 17 هدفاً فقط، يحقق الفريق إنجازاً يُعد تاريخياً.
أبو قير للأسمدة، الذي تأسس لخدمة العمال، لم يكن يرى نفسه يوماً منافساً للصدارة، لكن التخطيط الذكي وروح الفريق البديلة غيّر من المعادلة. يعود آخر تتويج مشابه لنادٍ غير تقليدي إلى عام 2008 مع نادي جازيروس. وبرغم أن العديد من الخبراء يتوقعون تراجعاً بسبب نقص الخبرة، إلا أن الأمل لا يزال يحدوهم لتحقيق معجزة كروية.
مقاهي أبو قير تعج اليوم بالنقاشات حول المستقبل المشرق للنادي، فتذاكر المباريات تنفد بسرعة والاهتمام الإعلامي يزداد. لكن يبقى خطر الاستهانة بالضغط النفسي الجاثم على صدور اللاعبين. تتوسع التساؤلات: هل يتكرر سيناريو ليستر سيتي الإنجليزي؟ فرص جديدة للاستثمار في النادي تلوح في الأفق، بينما يبدي المشجعون المحليون فخراً بالغاً بما آلت إليه الأوضاع.
هذا المشهد المذهل يبرز تحديات كبيرة وأحلاماً على المحك. فهل تزيد المفاجآت حرارة المنافسة؟ وهل يتأقلم أبو قير مع ضغط النصف الثاني؟ من المؤكد أن تطلعات الجماهير تضع هذا الموسم ضمن الأحداث الرياضية الأكثر تاريخية في كتاب كرة القدم المصرية.