في إنجاز يهز أركان المفاهيم التقليدية للعدالة، 45 سجيناً يحملون شهادة الماجستير في يوم واحد، ليس من جامعة عادية، بل من داخل قضبان السجن! للمرة الأولى في التاريخ، تتحول قضبان الحديد إلى قاعات محاضرات جامعية معتمدة، في ثورة حقيقية تقودها السعودية وتضعها في المقدمة عالمياً كرائدة في مجال الإصلاح المجتمعي. العالم ينظر بانبهار إلى هذا التحول المذهل الذي يعيد تعريف معنى العدالة والأمل.
شهدت بريدة بمنطقة القصيم مشهداً لا يُنسى في تاريخ السجون عالمياً، حيث استلم 45 نزيلاً شهادات الماجستير التنفيذي في تخصصات علم الاجتماع والإدارة والأنظمة ومهارات البحث العلمي. أحمد، أحد الخريجين، قال وهو يمسك شهادته بيدين مرتجفتين: "كان حلماً بعيداً أن أحمل شهادة ماجستير، واليوم أصبحت واقعاً حتى من داخل السجن". الدكتور فهد الأحمد، وكيل جامعة القصيم، أكد أن "المشروع يمثل خطوة وطنية متقدمة تعكس قدرة الدولة على تحويل السجون إلى بيئات تعليمية متقدمة".
هذا الإنجاز ليس وليد الصدفة، بل جزء من رؤية السعودية 2030 الطموحة لتحويل النظام الإصلاحي من مجرد عقاب إلى منصة حقيقية للتأهيل والتطوير. التجربة تأتي استجابة للتوجه العالمي الحديث نحو العدالة الإصلاحية، مثل تحويل الصحراء إلى واحة خضراء، حيث تحولت قاعات السجن إلى مراكز تعليمية متقدمة. الخبراء يتوقعون توسع هذا البرنامج ليشمل سجوناً أخرى، مما يضع السعودية في موقع الريادة العالمية لهذا المجال الثوري.
التأثير يتجاوز جدران السجن ليصل إلى صميم المجتمع، حيث تتغير النظرة التقليدية للسجناء السابقين. فاطمة، زوجة أحد الخريجين، تروي: "زوجي أصبح شخصاً مختلفاً تماماً، يحلم بمستقبل مشرق لعائلته". الخبراء يؤكدون أن هذه البرامج ستقلل من معدلات العودة للجريمة بشكل جذري، وتفتح أبواب سوق العمل أمام الخريجين بشهادات أكاديمية معتمدة. محمد، أحد الحراس، لاحظ "تحولاً كاملاً في شخصيات النزلاء المشاركين، أصبحوا أكثر انضباطاً وثقة".
تقدم السعودية للعالم نموذجاً ثورياً جديداً يحول السجون من أماكن للعقاب إلى جامعات للتأهيل والإصلاح. هذا الإنجاز العالمي الأول يفتح الباب أمام مستقبل مشرق للعدالة الإصلاحية، حيث يصبح التعليم العالي جسر الأمل نحو حياة جديدة. على المجتمع الآن دعم هذا التوجه الإصلاحي وتقبل فكرة إعادة الاندماج. السؤال الذي يطرح نفسه: هل ستصبح السعودية النموذج العالمي الجديد في تحويل السجون إلى جامعات للتأهيل والإصلاح؟