الرئيسية / محليات / عاجل: كارثة كهرباء عدن تدخل يومها الجديد - 13 ساعة ظلام دامس في الطافي!
عاجل: كارثة كهرباء عدن تدخل يومها الجديد - 13 ساعة ظلام دامس في الطافي!

عاجل: كارثة كهرباء عدن تدخل يومها الجديد - 13 ساعة ظلام دامس في الطافي!

نشر: verified icon بلقيس العمودي 18 نوفمبر 2025 الساعة 11:35 صباحاً

في مشهد يذكّر بأحلك أيام الحرب العالمية الثانية، تغرق مدينة عدن في ظلام دامس يمتد لـ13 ساعة يومياً، مقابل ساعتين فقط من الكهرباء - معادلة قاسية تعني أن 86.7% من يوم سكان المدينة يمر في ظلام حالك. أكثر من 800 ألف إنسان يصارعون للبقاء في مدينة تحولت إلى أشبه بالقرون الوسطى وسط القرن الحادي والعشرين، في أزمة إنسانية تتفاقم كل ساعة تمر.

أم محمد، البالغة من العمر 65 عاماً ومريضة السكري، تروي مأساتها بصوت متهدج: "الأنسولين الذي يحفظ حياتي يتلف في الحر، والثلاجة لا تعمل إلا ساعتين فقط يومياً". هذا المشهد يتكرر في آلاف البيوت عبر المدينة، حيث يكافح أحمد الكهربائي - الذي يعمل 18 ساعة يومياً لإصلاح الأعطال - لكنه يقر بصراحة: "نحن نحارب المستحيل، الشبكة منهارة بالكامل". صوت أزيز المولدات الصغيرة يملأ الشوارع، بينما تنبعث رائحة الدخان الخانقة من كل زاوية.

هذه ليست أزمة طارئة، بل كارثة ممتدة منذ أكثر من عقد من الزمن، تفاقمت بشدة منذ 2015 مع اندلاع الصراع المسلح. نقص الوقود المزمن، وتدهور البنية التحتية، وغياب الصيانة - ثالوث مدمر حوّل العاصمة الاقتصادية لليمن إلى مدينة أشباح. د. ياسر الطاقة، المهندس المتخصص، يكشف الحقيقة المرّة: "نحتاج إلى 500 مليون دولار لإعادة تأهيل الشبكة، وحتى لو توفرت الأموال اليوم، سنحتاج سنتين على الأقل للإصلاح". المهندس علي، الذي حذّر قبل 3 سنوات من انهيار كامل للشبكة، يقول بمرارة: "تحذيراتنا سقطت في آذان صماء".

من لحظة الاستيقاظ حتى النوم، تحولت الحياة في عدن إلى معركة يومية للبقاء. سالم التاجر، صاحب محل تجاري، يحكي بحسرة: "خسرت 80% من بضاعتي بسبب انقطاع التبريد، والزبائن لا يأتون في الظلام". المستشفيات تعتمد على مولدات مهترئة قد تتعطل في أي لحظة، والمدارس تغلق أبوابها في الصيف الحارق. الحر الخانق يملأ البيوت، والأطفال يصرخون من شدة العطش، بينما كبار السن يعانون في صمت. هذه ليست مجرد أزمة كهرباء، بل انهيار كامل لنمط الحياة في مدينة كانت يوماً نابضة بالحياة.

الساعات تدق منذرة بكارثة أعظم قادمة، فالخبراء يتوقعون انهياراً كاملاً للشبكة خلال شهور قليلة إن لم تُتخذ إجراءات عاجلة. السؤال المصيري الذي يحير الجميع: كم من الوقت يمكن لمدينة بحجم عدن أن تصمد وهي تعيش في ظلام دامس 13 ساعة من كل يوم؟ الجواب قد يكون أقرب مما نتخيل، والعالم مدعو للتحرك قبل أن تتحول هذه المأساة إلى كارثة إنسانية لا يمكن إصلاحها.

شارك الخبر