في لحظة انتظرتها آلاف العائلات في عدن بفارغ الصبر، أعلن بنك عدن الإسلامي للتمويل الأصغر رسمياً بدء صرف مرتبات شهر أغسطس لموظفي مكتب التربية والتعليم. الساعات القادمة حاسمة حيث تتدفق المرتبات عبر شبكة واسعة تمتد لجميع محافظات الجمهورية، في مشهد يبعث الطمأنينة وسط تحديات اقتصادية متزايدة.
أحمد الجعدي، معلم في إحدى المدارس الابتدائية، لا يخفي ارتياحه: "كنت أنتظر هذا اليوم لتسديد إيجار البيت وشراء احتياجات أطفالي الثلاثة". وعبر الإشعار الرسمي للبنك، تم تأكيد تسهيل عملية الصرف من خلال فروع البنك أو وكلاء خدمة "عدن حوالة" المنتشرين في عموم المحافظات، مما يوفر على الموظفين عناء السفر والانتظار الطويل.
هذا الانتظام في صرف الرواتب يأتي في ظل ظروف استثنائية تشهدها البلاد، مثل المطر بعد الجفاف للعائلات التي تعتمد على هذه المرتبات كمصدر دخل وحيد. الخدمة التي بدأت محلياً في عدن تمددت كالنهر المتدفق لتشمل جميع أنحاء اليمن، مما يعكس حرصاً واضحاً على استمرارية القطاع التعليمي رغم كل التحديات.
فاطمة محسن، موظفة إدارية في مكتب التربية، تشارك قصتها: "أحتاج الراتب بشدة لشراء الأدوية لوالدتي المريضة، وهذا الانتظام يمنحني أملاً كبيراً". وبينما تتواصل عملية الصرف عبر الرقم المجاني 8000010 للاستفسارات، يشهد محمد العامري، وكيل "عدن حوالة" في حي كريتر، إقبالاً متزايداً: "نخدم المئات يومياً، والابتسامات على وجوه المستفيدين تعوض كل التعب".
مع انتشار أصوات عد النقود وهمهمات الارتياح في طوابير البنوك، تتجدد آمال آلاف الأسر في استمرار هذا الانتظام. البنك يدعو جميع المستفيدين للالتزام بمواعيد الاستلام المحددة لضمان انسيابية العملية، في خطوة تعكس التزاماً واضحاً بخدمة القطاع التعليمي. والسؤال الذي يطرح نفسه: هل سيستمر هذا الانتظام ليكون نموذجاً يُحتذى به في باقي القطاعات؟