في مشهد مُفعم بالأمل والارتياح، تدفق آلاف المعلمين والإداريين في محافظة عدن صباح اليوم لاستلام مرتبات شهر أغسطس 2025، بعد إعلان بنك عدن الإسلامي للتمويل الأصغر رسمياً بدء عملية الصرف. لأول مرة في تاريخ اليمن الحديث، يصبح نظام مصرفي واحد متاحاً في عموم محافظات الجمهورية، مما يضع حداً لمعاناة المعلمين في البحث عن فروع مصرفية قريبة.
"كالمطر على الأرض العطشى"، هكذا وصف أحمد المدرّس، معلم الرياضيات في إحدى المدارس الابتدائية، شعوره عند سماع الخبر. أحمد، الذي ينتظر راتبه منذ أسابيع لشراء مستلزمات ابنته المدرسية, اصطف منذ الساعات الأولى أمام أحد فروع البنك. وفي لفتة تقنية متطورة، أكد البنك جاهزية خطه المجاني 8000010 للرد على استفسارات المستفيدين، بينما انتشر وكلاء "عدن حوالة" كشبكة الأوعية الدموية عبر كامل التراب اليمني.
هذا التطور يأتي في سياق الجهود المستمرة لتطوير القطاع المصرفي الإسلامي في اليمن، حيث يواجه نظام المرتبات تحديات مستمرة بسبب الأوضاع الاقتصادية الصعبة. د. محمد العدني، الخبير الاقتصادي، يرى أن نظام التمويل الأصغر يمثل ثورة حقيقية في حل مشاكل السيولة للموظفين، مشيراً إلى أن هذه الخطوة تشبه إلى حد كبير موسم الحج حين تتدفق الأموال لإنعاش الاقتصاد المحلي.
فاطمة الإدارية، التي تمكنت من استلام راتبها بسلاسة تامة عبر النظام الجديد، تعبر عن فرحتها: "لم أتوقع أن تكون العملية بهذه السهولة". هذا الاستقرار المالي لا يقتصر تأثيره على المعلمين فحسب، بل يمتد ليشمل عائلاتهم وجودة التعليم ككل. سالم الوكيل، وكيل خدمة "عدن حوالة"، يشهد إقبالاً منقطع النظير منذ ساعات الصباح الأولى، مؤكداً أن الخدمة تعمل بانسيابية تامة رغم الضغط الكبير.
مع انتشار هذا النموذج الناجح، تتجه الأنظار نحو إمكانية توسع الخدمة لتشمل قطاعات حكومية أخرى، مما قد يمثل نقطة تحول في تطوير البنية التحتية المالية اليمنية. على المعلمين الآن الالتزام بالمواعيد المحددة لضمان الحصول على خدمة مثلى وتجنب الازدحام. السؤال الذي يطرح نفسه: هل نشهد بداية عهد جديد من الخدمات الحكومية الرقمية المتطورة في اليمن؟