في تطور صادم هز الوسط الطبي اللبناني، كشف خبراء الغدد الصماء في مؤتمر استثنائي عن حقيقة مرعبة: كل 10 ثوانٍ يموت شخص في العالم بسبب مضاعفات السكري، بينما يحمل واحد من كل 15 لبنانياً قنبلة موقوتة في دمه تُسمى السكري. الأكثر إثارة للقلق؟ نصف المرضى يكتشفون إصابتهم بعد فوات الأوان - بعد تلف القلب أو الكلى. الخبراء يحذرون: الوقت ينفد، والتدخل العاجل بات ضرورة حتمية لإنقاذ مئات الآلاف من اللبنانيين.
في قلب العاصمة بيروت، اجتمع نخبة من أطباء الغدد الصماء في مؤتمر صحفي استثنائي لإطلاق صرخة تحذير مدوية: السكري لم يعد مجرد مرض، بل وباء صامت يفتك بـ439,700 لبناني. الرقم العالمي أكثر رعباً: 589 مليون إنسان يعيشون مع هذا المرض القاتل - رقم يفوق عدد سكان أوروبا بأكملها. د. ميراي العم، رئيسة الجمعية اللبنانية لأمراض الغدد الصماء، تؤكد بصوت مليء بالقلق: "لم نعد نكتفي بخفض السكر في الدم، بل أصبحنا نحارب لحماية القلب والكلى والعيون من التدمير." أحمد، 45 عاماً، اكتشف إصابته بعد نوبة قلبية مفاجئة، الآن يعيش كابوساً يومياً مع مضاعفات الكلى.
مثل انتشار أمراض القلب في الخمسينيات مع موجة التدخين، السكري هو وباء الألفية الثالثة المرتبط بأنماط الحياة العصرية المدمرة. الحياة المليئة بالضغوط، قلة الحركة، الاعتماد على الوجبات السريعة - كلها عوامل حولت أجسادنا إلى بيئة خصبة لنمو هذا المرض الفتاك. الأطباء يحذرون: إذا لم نتدخل الآن، فإن أعداد المصابين ستتضاعف خلال العقد القادم، مما سيضع النظام الصحي اللبناني تحت ضغط لا يُحتمل. المقارنة صادمة: معدل نمو الإصابات بالسكري يشبه انتشار وباء فيروسي، لكنه أبطأ وأخطر.
السكري ليس مجرد رقم في تحليل الدم، بل واقع يومي مؤلم يعيشه مئات الآلاف: عطش لا ينقطع، تعب مستمر يسرق الحياة من الأيام، جروح تبقى مفتوحة كالذكريات المؤلمة، وخدر في الأطراف ينذر بخطر قادم. ليلى، أم لثلاثة أطفال، تروي قصتها: "اكتشفت إصابتي بالصدفة أثناء فحص روتيني، الآن أعيش حياة طبيعية بفضل الكشف المبكر." الخبراء يؤكدون: خطر الإصابة بأمراض القلب يزداد 4 مرات، و40% من المرضى سيواجهون مشاكل كلوية خطيرة. لكن الأمل موجود: العلاجات المبتكرة الجديدة تعد بحياة طبيعية، والكشف المبكر يمنع 90% من المضاعفات المدمرة.
الطب تطور كثيراً، والعلاجات الحديثة لم تعد تركز على خفض السكر فقط، بل على حماية الأعضاء الحيوية من التلف. المستقبل مليء بالأمل للذين يتصرفون بسرعة. لا تنتظر ظهور الأعراض، لا تنتظر العطش الشديد أو تنميل الأطراف - افحص سكر الدم اليوم. فحص بسيط يستغرق دقائق قد ينقذ حياتك ويحميك من سنوات من المعاناة. السؤال الذي يطرح نفسه الآن: هل ستكون من الذين اكتشفوا المرض قبل فوات الأوان، أم ستنتظر حتى تدق المضاعفات باب حياتك؟
