تحتفي مديريات رصد وسرار وسباح في منطقة يافع بتتويج نخبة من الطلبة المتفوقين في الثانوية العامة، ضمن فعاليات الموسم العشرين لجائزة عبدالمجيد السعدي العلمية. هذا الحدث التعليمي المهم، الذي ترعاه مجموعة السعدي التجارية بقيادة الشيخ عبدالمجيد السعدي، يؤكد استمرارية الالتزام المجتمعي بدعم التميز الأكاديمي رغم التحديات الراهنة التي تواجه القطاع التعليمي في البلاد.
منذ انطلاقتها قبل عقدين من الزمن، نجحت هذه الجائزة في ترسيخ مكانتها كواحدة من أعرق المبادرات التعليمية في يافع، حيث واصلت عملها دون انقطاع طوال عشرين عاماً متتالية. هذا الثبات الاستثنائي في تقديم الدعم للطلبة المتميزين يعكس رؤية طويلة المدى لتعزيز ثقافة الاجتهاد والإنجاز الأكاديمي، بل ويتجاوز ذلك إلى تقدير جهود المعلمين والمؤسسات التعليمية المساهمة في هذا النجاح.
شهد الحفل التكريمي، الذي استضافه ونظمه مركز نور العلم للتدريب والتأهيل، حضوراً رسمياً واسعاً تمثل في مستشار وزارة التربية والتعليم الدكتور عارف حسن، والأستاذ عبدالمجيد العبيدي ممثل مجموعة السعدي التجارية، ومدير عام مديرية رصد الأستاذ عادل سبعة. كما حضر الفعالية رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي في سرار الأستاذ عادل الحامدي، إلى جانب مديري التربية في المديريات الثلاث والعديد من الشخصيات الاجتماعية وأولياء أمور الطلبة والمعلمين.
تميزت فعاليات التكريم بتنوع البرنامج الذي تضمن كلمات رسمية عديدة، بدءاً من كلمة مستشار وزارة التربية والتعليم، مروراً بكلمة مؤسس الجائزة الشيخ عبدالمجيد السعدي التي ألقاها نيابةً عنه مدير الأعمال الاجتماعية والخيرية للمجموعة الدكتور هاني العلوي. وشملت الكلمات أيضاً مداخلات من السلطة المحلية والمجلس الانتقالي الجنوبي وإدارات التربية، بالإضافة إلى كلمات الطلبة باللغتين العربية والإنجليزية التي عكست تطلعاتهم المستقبلية وامتنانهم للدعم المقدم.
في إطار الاحتفاء بالتميز الأكاديمي، شملت عملية التكريم فئات متنوعة من المستحقين، حيث تم تكريم الحاصلين على المركز الأول على مستوى الجمهورية والمحافظة في الصف الثالث الثانوي، والطلبة الأوائل في الصفين الأول والثاني الثانوي. ولم يقتصر التقدير على الطلبة فحسب، بل امتد ليشمل المعلمين المبرزين والمدارس النموذجية واللجنة المنظمة، في رسالة واضحة تؤكد أن النجاح التعليمي مسؤولية جماعية تتطلب تضافر جهود جميع الأطراف المعنية.
تأتي أهمية هذه المبادرة في سياق الظروف الاستثنائية التي تمر بها البلاد، حيث تواجه المؤسسات التعليمية تحديات جمة في توفير بيئة تعليمية محفزة. رغم ذلك، تواصل جائزة عبدالمجيد السعدي العلمية مسيرتها في دعم الطلبة المتفوقين، مما يسهم في الحفاظ على روح المنافسة الأكاديمية الإيجابية وتشجيع الجيل الجديد على مواصلة التحصيل العلمي بتميز. هذا الالتزام المستمر من قبل مجموعة السعدي التجارية يعكس إيماناً راسخاً بأن الاستثمار في التعليم هو الأساس الحقيقي للتنمية المستدامة وبناء مستقبل أفضل للأجيال القادمة.