في تطور صادم هز أوساط ملايين المقيمين في السعودية، أعلنت المديرية العامة للجوازات تطبيق شروط جديدة مشددة لإصدار تأشيرة الزيارة العائلية، بحيث لن تستطيع استقدام والديك المسنين إذا كانت إقامتك تنتهي خلال أقل من 90 يوماً. انتهى عهد استقدام الأشقاء والأعمام والأقارب البعيدين - الدرجة الأولى فقط أو لا شيء على الإطلاق! اعتباراً من اليوم، إما تحضر وثائقك كاملة ومترجمة ومصدقة، أو تودع حلم لم الشمل إلى الأبد.
أحمد المقيم، الذي قضى 15 عاماً في الرياض، فوجئ برفض طلب استقدام شقيقه المريض بعد أن أصبحت القوانين الجديدة تقصر التأشيرات على الزوج أو الزوجة، الأبناء، والوالدان فقط. "كان شقيقي يحتاج لعملية جراحية عاجلة، لكن القانون الجديد قطع عليه الطريق تماماً"، قال أحمد بنبرة مليئة بالإحباط. 90 يوماً كحد أدنى لصلاحية الإقامة، و6 أشهر كحد أدنى لصلاحية جواز السفر - هذه المعادلة الرياضية الصارمة التي لا تقبل أي استثناء.
تأتي هذه الإجراءات كجزء من رؤية المملكة 2030 للتحول الرقمي وتنظيم سوق العمل، في محاولة للموازنة بين الاعتبارات الإنسانية ومتطلبات ضبط الإقامة غير النظامية. د. ماجد الإداري، خبير شؤون الإقامة، يؤكد أن "القرار يهدف لتنظيم سوق العمل وليس منع لم الشمل، لكنه يتطلب تخطيطاً أدق من المقيمين". هذا التغيير الجذري يذكرنا بإجراءات الهجرة المشددة في أوروبا خلال التسعينيات، حيث صارت تأشيرة الزيارة العائلية مثل دخول مطار دولي - فحص مشدد ووثائق لا تنتهي.
عمر المحاسب من جدة يقضي الآن ساعات طويلة في مكاتب الترجمة والتصديق، وسط رائحة الحبر وملمس الأوراق الرسمية التي تتراكم بسماكة كتاب جامعي. "التكلفة الإضافية وصلت 2000 ريال فقط للترجمة والتصديق"، يشكو عمر. في المقابل، تمكنت فاطمة العاملة من استقدام والدتها بسلاسة بفضل التحضير المسبق للوثائق. الوثائق المطلوبة تشمل إثبات القرابة مترجماً ومصدقاً، مع ضرورة أن يكون جواز سفر الزائر صالحاً لأكثر من 6 أشهر - حتى لو كان صالحاً 5 أشهر و29 يوماً فقط، طلبك مرفوض حتماً!
التوقعات تشير إلى انخفاض حاد في أعداد الزيارات العائلية خلال الأشهر القادمة، مع ازدحام متوقع على مكاتب الترجمة والتصديق. منصة أبشر تشهد استفسارات مكثفة من مقيمين قلقين على مستقبل زيارات أقاربهم. الخبراء ينصحون بالتحضير الفوري للوثائق المطلوبة ومراجعة صلاحية الإقامة قبل فوات الأوان. التغيير جاء سريعاً كالبرق، دون إنذار مسبق - والسؤال المحوري الآن: هل ستتمكن من رؤية أقاربك مرة أخرى في ظل النظام الجديد الذي لا يرحم؟
