15 مليار دولار - هذا ما ستدفعه السعودية للحصول على 48 طائرة قادرة على تغيير مجرى التاريخ العسكري للمنطقة. في خطوة صاعقة وتاريخية، تتقدم السعودية نحو تحقيق حلم امتلاك مقاتلات الـ F-35 بتقنيات الاستخفاء عن الرادارات، ليُفتح بذلك فصل جديد في السياسة الدفاعية للمملكة قد يُغير من قواعد اللعبة الإقليمية. ومع اقتراب زيارة ولي العهد إلى واشنطن، يمكننا القول إن الساعات القادمة ستكون بالفعل حاسمة ومصيرية لمستقبل الأمن الإقليمي بأسره. التفاصيل تنتظركم لتعكس حكاية تاريخية أخرى في سجل العلاقات السعودية-الأمريكية.
تقدمت السعودية بطلب رسمي لشراء 48 مقاتلة F-35، ووصلت المراجعة الأمريكية لهذا الطلب إلى مراحل متقدمة للغاية، حتى بلغت مكتب وزير الدفاع. 48 مقاتلة تعني تشكيل 4 أسراب قتالية بقيمة تصل إلى 15+ مليار دولار، ومع ذلك، لا يكمن الأثر هنا فقط في الأرقام، بل في تكنولوجيا الستيلث التي تقلل الظهور الراداري بنسبة تصل إلى 90%. وقال أحد المسؤولين الأمريكيين لرويترز: "هذا تحول كبير في السياسة الأمريكية"، وأضاف موقع آرمي ريكوغنيشن أنه "سيعيد صياغة الوضع الاستراتيجي السعودي". بهذه الخطوة، قد تتمكن المملكة من تنفيذ عمليات خفية وضربات جوية دقيقة مثلما لم يحدث من قبل.
السعودية لم تتوقف عن محاولة امتلاك مقاتلات F-35 منذ العقد الأول من القرن الـ21، ورغم السياسات الأمريكية السابقة التي منعت بيع تقنية الستيلث للعرب، إلا أن الحاجة لمواجهة التهديدات الصاروخية المتزايدة، جنبًا إلى جنب مع رؤية 2030 التي تسعى لتطوير الصناعات الدفاعية والتأكيد على العلاقات الاستراتيجية مع الولايات المتحدة، جعلت من اللحظة ملائمة. بينما حصلت إسرائيل سابقًا على طراز F-35I، يبدو الآن أن السعودية ستكون ثاني دولة شرق أوسطية تتمتع بهذه القدرة. العبارات تُطمئن الخبير في الشأن الدفاعي: "إنها ضرورة جداً للتأقلم مع التهديدات الإقليمية"، كما قال المخططون السعوديون.
تمثل الصفقة المحتملة تغييرًا كبيرًا في قدرة القوات الجوية السعودية، وستكون لها تأثيرات مباشرة على الحياة اليومية بخلق فرص عمل جديدة، خاصة في الصناعات التقنية. ويعتقد أن المملكة ستحقق تحولاً لتصبح قوة جوية إقليمية متقدمة مما قد يثير سباق تسلح إقليمي، ومع ذلك، يبدو أن الفرصة سانحة للاستثمار في الشركات الدفاعية المحلية لتحصيل المكاسب. السعودية بدافعها القوي تُظهر حماستها، فيما يُحتمل أن تصدر بعض الدول مثل إيران ردود أفعال قلقة، بينما الترحيب الأمريكي لا يبدو مستبعدًا.
48 مقاتلة F-35 ليست مجرد صفقة؛ إنها تغيير في قواعد اللعبة بالنسبة للسعودية التي على وشك أن تكون قادرة على تصنيع وصيانة أحدث المقاتلات محلياً بحلول 2035. مقارنة بمشهد السوق الدفاعي الأوسع، السؤال يبقى: هل ستُقبِل أمريكا على إحداث تغير دائم في التوازنات الإقليمية، أم ستتراجع في اللحظة الأخيرة؟ فالمتابعة الدقيقة لتطورات زيارة ولي العهد ستكون على قدر كبير من الأهمية للاستعداد لعصر جديد من الأمن الإقليمي.
