10 آلاف ريال... هذا ثمن صقر واحد دفعه صياد جائر في ينبع. في دقائق معدودة، أنقذت القوات البيئية 3 صقور من مصير مجهول في السوق السوداء. كل يوم تأخير في حماية الطيور المهاجرة يعني فقدان أنواع كاملة إلى الأبد.
عملية دهم ليلية في صحراء ينبع تكشف عن مخالفة صيد جسيمة بحق الحياة الفطرية. تمكنت القوات الخاصة للأمن البيئي من ضبط المواطن نعيم عبدالله العرماني بحوزته ثلاثة صقور، بقيمة تقديرية تصل إلى 150,000 ريال في السوق السوداء. وأكد الرقيب سعد، من القوات البيئية: "نحن حراس التنوع الحيوي في المملكة"، مشيراً إلى أن كل صقر يتم صيده يعني تدمير السلسلة الغذائية الطبيعية. ونعيم الذي ضُبط في دهم ليلي، وجد نفسه وسط صدمة في أوساط الصيادين وارتياح كبير من المهتمين بالبيئة.
تزايد أنشطة الصيد الجائر مع بداية موسم الهجرة الطبيعية للطيور ما دفع القوات إلى تعزيز حملاتها المكثفة. سبب ذلك يعود إلى ارتفاع أسعار الصقور في السوق السوداء وضعف الوعي البيئي لدى بعض الأفراد. مثلما توسعت جهود حماية الغزلان في الماضي، تُبشر الحملات الحالية بخفض حوادث الصيد الجائر بمقدار 50% خلال العام القادم، حسب توقعات د. البيئة.
فيما يتعلق بالحياة اليومية، تتحقق فوائد جمّة من زيادة أعداد الطيور في المتنزهات والحدائق العامة وتحسن جودة البيئة المحلية. وعند عودة أنواع الطيور المهددة بالانقراض، تبرز فرصة للاستثمار في السياحة البيئية. ومع ذلك، يحذر الخبراء من أن العقوبات لا تستثني أحداً، وقد تشمل مصادرة المعدات وإحالة المخالفين للنيابة. استجاب الصيادون القانونيون بحماس، بينما وصف المخالفون العقوبات بالقاسية جداً، في حين أشاد البيئيون بالخطوة لحماية التنوع الحيوي.
ضبط + عقوبة + رسالة واضحة = حماية فعلية للبيئة. غداً، ستكون صحراء الجزيرة العربية ملاذاً آمناً لجميع الكائنات الفطرية. ولذلك، نأمل من كل مواطن أن يكون عين القوات البيئية بالتبليغ عن أي مخالفة يراها. فالسؤال الأهم: "هل سنترك لأطفالنا طبيعة خالية من الحياة الفطرية، أم سنحميها اليوم؟"