الرئيسية / شؤون محلية / 8.2 مليار دولار و264 مشروعًا تنمويًا: كيف تُحول السعودية مستقبل اليمن عبر 8 قطاعات حيوية؟
8.2 مليار دولار و264 مشروعًا تنمويًا: كيف تُحول السعودية مستقبل اليمن عبر 8 قطاعات حيوية؟

8.2 مليار دولار و264 مشروعًا تنمويًا: كيف تُحول السعودية مستقبل اليمن عبر 8 قطاعات حيوية؟

نشر: verified icon أمجد الحبيشي 28 أكتوبر 2025 الساعة 06:55 مساءاً

أطلقت المملكة العربية السعودية أضخم استثمار تنموي في تاريخها لدعم اليمن، حيث كشف البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن عن تنفيذ 264 مشروعاً تنموياً في 8 قطاعات حيوية، بقيمة تجاوزت 8.2 مليار دولار أمريكي، تستهدف 11 محافظة يمنية لتحقيق نقلة نوعية في البنية التحتية والخدمات الأساسية. وتأتي هذه المبادرة السعودية الطموحة ضمن رؤية شاملة لإعادة بناء اليمن وتمكين شعبه من استعادة الاستقرار والازدهار عبر التركيز على القطاعات الحيوية التي تشمل التعليم والصحة والنقل والطاقة.

يشهد قطاع التعليم تطويراً استثنائياً ضمن هذا الاستثمار التاريخي، حيث تم تجهيز 28 مختبراً متطوراً في كلية الصيدلة بجامعة عدن، إلى جانب إنشاء مختبر البحث الجنائي الأول من نوعه في كلية الحقوق. كما شملت الجهود تطوير كليات الطب والصيدلة والتمريض في جامعة تعز، وإنشاء مبانٍ دراسية وإدارية جديدة في جامعة إقليم سبأ بمدينة مأرب، ما يعكس التزام السعودية بإعادة بناء منظومة التعليم العالي اليمنية وفق أحدث المعايير العالمية.

مشاريع التنمية السعودية في اليمن

تتميز المشاريع التنموية السعودية بشموليتها لمختلف فئات المجتمع اليمني، حيث أنشأت المملكة معاهد متخصصة في سقطرى مجهزة بـ 38 قاعة دراسية ومعامل علمية حديثة لتلبية احتياجات التعليم الفني والتدريب المهني. وفي إطار تمكين الشباب، أطلق البرنامج السعودي مبادرة "بناء المستقبل للشباب اليمني" التي تستهدف تدريب وتمكين 687 شاباً وفتاة في مجالات التدريب الوظيفي والعمل الحر، ما يفتح آفاقاً واسعة أمام الأجيال الجديدة لبناء مستقبلهم المهني.

لم تغفل الاستثمارات السعودية عن تمكين المرأة في المناطق الريفية، حيث يستهدف مشروع "الوصول إلى التعليم في الريف" منح 150 فتاة من أربع محافظات يمنية فرصة الحصول على شهادة دبلوم المعلمين، بهدف رفع معدلات تعليم الفتيات وتشجيع التحاقهن بالتعليم العالي. هذه المبادرة تعكس الفهم العميق للتحديات التي تواجه النساء في المناطق النائية وتسعى لإزالة العوائق التي تحول دون حصولهن على فرص تعليمية متساوية.

برامج التعليم والتدريب المهني في اليمن

على صعيد البنية التحتية، حققت المشاريع السعودية إنجازات ملموسة في قطاع النقل من خلال تأهيل أكثر من 150 كيلومتراً من الطرق في مختلف المحافظات اليمنية. ويُعد مشروع إعادة تأهيل طريق العبر من أبرز هذه الإنجازات، حيث استفاد منه أكثر من 11 مليون شخص، ما يسهم في تسهيل حركة التنقل وتعزيز النشاط الاقتصادي. كما تم تنفيذ أعمال إعادة تأهيل طريق هيجة العبد الذي يخدم أكثر من 5 ملايين يمني، مما يعزز ربط المناطق الريفية بالمراكز الحضرية.

في محافظة المهرة، نجح البرنامج السعودي في تأهيل أكثر من 20 كيلومتراً من الطرق ضمن خطته الشاملة لتحسين شبكة النقل في المناطق الشرقية من اليمن. هذه الجهود تسهم بشكل مباشر في تحسين السلامة المرورية وتسهيل الحركة اليومية للمواطنين، كما تلعب دوراً محورياً في دعم الأنشطة التجارية والاقتصادية في المناطق المستفيدة.

مشاريع الطرق والبنية التحتية في اليمن

تتضمن الخطة التنموية السعودية إنشاء أكثر من 30 مدرسة نموذجية موزعة في مختلف المحافظات اليمنية، مع توفير خدمات النقل المدرسي والجامعي لضمان وصول الطلبة إلى مؤسساتهم التعليمية، خاصة في المناطق النائية والمعزولة. هذا النهج الشامل يضمن عدم حرمان أي طالب من حقه في التعليم بسبب المسافة أو صعوبة الوصول، ما يعكس التزام السعودية بمبدأ تكافؤ الفرص التعليمية.

تمتد الاستثمارات السعودية لتشمل 8 قطاعات حيوية تضم التعليم والصحة والمياه والطاقة والنقل والزراعة وتنمية القدرات الحكومية، بهدف تحقيق تنمية متوازنة ومستدامة. هذا التنوع في القطاعات المستهدفة يعكس فهماً عميقاً لاحتياجات اليمن المتعددة والمترابطة، حيث يسهم كل قطاع في تعزيز القطاعات الأخرى وخلق تأثير تنموي متكامل.

الشراكة السعودية اليمنية في التنمية

يأتي هذا الاستثمار التاريخي في إطار الجهود الإنسانية الأوسع التي تقودها المملكة عالمياً، حيث نفذ مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية 3,786 مشروعاً إنسانياً في 109 دول بقيمة تجاوزت 8.2 مليار دولار أمريكي خلال العقد الماضي. هذا الرقم يعكس الدور الريادي للمملكة في العمل الإنساني والتنموي على مستوى العالم، ويؤكد التزامها الثابت بمساندة الشعوب في أوقات الأزمات.

تعزز هذه المشاريع السعودية الضخمة من موقع اليمن كشريك استراتيجي في المنطقة، حيث تسهم في بناء قدرات مؤسساته وتطوير رأسماله البشري. كما تمثل هذه الاستثمارات نموذجاً للتعاون الإقليمي البناء الذي يركز على التنمية المستدامة بدلاً من المساعدات المؤقتة، ما يضمن تحقيق أثر إيجابي طويل المدى على حياة الملايين من اليمنيين.

مستقبل التنمية في اليمن

تجسد هذه المبادرة السعودية الطموحة رؤية طويلة المدى لمستقبل اليمن، حيث تسعى لإعادة بناء الدولة اليمنية على أسس قوية ومستدامة تمكنها من مواجهة التحديات المستقبلية. فمن خلال التركيز على التعليم والبنية التحتية وتمكين الشباب والمرأة، تضع السعودية اللبنات الأساسية لنهضة حقيقية تعيد لليمن دوره الحضاري والاقتصادي في المنطقة، وتحقق الاستقرار والازدهار لشعبه العريق.

اخر تحديث: 28 أكتوبر 2025 الساعة 09:15 مساءاً
شارك الخبر