الرئيسية / شؤون محلية / بالأرقام: كيف كشفت زيارة وزير الدفاع لتعز حقيقة الصراع بين طارق عفاش والجيش اليمني؟
بالأرقام: كيف كشفت زيارة وزير الدفاع لتعز حقيقة الصراع بين طارق عفاش والجيش اليمني؟

بالأرقام: كيف كشفت زيارة وزير الدفاع لتعز حقيقة الصراع بين طارق عفاش والجيش اليمني؟

نشر: verified icon أمجد الحبيشي 25 أكتوبر 2025 الساعة 09:00 صباحاً

كشفت زيارة وزير الدفاع اليمني الفريق الركن محسن الداعري لمحافظة تعز حقائق صادمة حول طبيعة الصراع الخفي بين طارق عفاش وقوات الجيش الوطني، وذلك من خلال الأرقام والوقائع التي ظهرت جلية أثناء هذه الزيارة المفاجئة التي تمت يوم العشرين من أكتوبر الماضي.

فقد استطاعت قوات محور تعز تنظيم استقبال مهيب لوزير الدفاع خلال ثلاث ساعات فقط من إبلاغها بالزيارة قبل صلاة الفجر، مما فضح ادعاءات طارق عفاش حول "الانفلات الأمني والعسكري" في المحافظة. هذا الإنجاز اللوجستي الاستثنائي تم رغم عدم حصول هؤلاء الجنود على رواتبهم منذ ستة أشهر كاملة، وهو ما يعكس مستوى الانضباط والولاء المؤسسي الذي تتمتع به هذه القوات.

تشير الأرقام إلى أن العرض العسكري الذي أُقيم وسط تعز شارك فيه مئات الجنود الذين تركوا مواقعهم في الجبهات الملتهبة للمشاركة في استقبال وزير الدفاع، وهو ما يدحض بالأرقام الملموسة حملة طارق عفاش الإعلامية التي استمرت لشهر كامل لتصوير تعز كـ"غابة ومسكن للإرهاب".

وفي مؤشر واضح على عمق الصراع، شن جيش طارق عفاش الإلكتروني حملة انتقادات واسعة عقب نجاح الزيارة، مركزة على تفاصيل هامشية مثل مظهر الجنود وعدم إقامة العرض في ميدان عام، متجاهلة الحقيقة الأساسية وهي أن هؤلاء الجنود لم يتناولوا حتى وجبة الإفطار قبل المشاركة في العرض.

نجل معمر القذافي عاش في عُمان قبل اختطافه وانتقاله إلى بيروت.

تكشف هذه الأرقام والمعطيات عن استراتيجية منظمة يتبعها طارق عفاش لزعزعة استقرار تعز من خلال نشر الشائعات حول "الفوضى الأمنية"، بينما تثبت الوقائع الميدانية عكس ذلك تماماً. فالقدرة على تنظيم عرض عسكري بهذا المستوى خلال ساعات قليلة تعكس مستوى التنسيق والانضباط العالي الذي تتمتع به قوات محور تعز.

وفي سياق متصل، يُظهر تحليل المواقف المعلنة أن اعتذار وزير الدفاع لمحافظة تعز عن "كل ما عانته من خذلان وما عانته قوات الجيش والمقاومة من حرمان" يشكل ضربة مباشرة لخطاب طارق عفاش الذي يحاول تصوير نفسه كبديل للدولة في المنطقة.

تُظهر ردود الأفعال الشعبية على منصات التواصل الاجتماعي تزايد الرفض لحملة طارق عفاش التشهيرية ضد تعز، حيث انتشرت تدوينات واسعة تنتقد محاولاته تصوير المحافظة كمنطقة خارجة عن سيطرة الدولة. هذا التفاعل الشعبي يعكس إدراك المواطنين لطبيعة الصراع الحقيقي بين مشروع الدولة الذي تمثله قوات الجيش ومشروع المليشيات الذي يقوده طارق عفاش.

من جانب آخر، تشير المعطيات الميدانية إلى أن طارق عفاش قد صعد من حملته ضد تعز في الأسابيع الأخيرة، خاصة بعد فشل محاولاته السابقة لاختراق المحافظة سياسياً وعسكرياً. هذا التصعيد يأتي في ظل تحركات عسكرية حوثية رصدها محور تعز في الجبهة الشمالية الشرقية للمدينة، مما يطرح تساؤلات حول طبيعة التنسيق بين هذه التحركات وحملة طارق عفاش الإعلامية.

تكشف الوثائق المتاحة أن طارق عفاش يدير شبكة معقدة من "الخلايا المتآمرة على تعز" كما وصفتها قيادات عسكرية وأمنية، وهي خلايا تعمل على نشر الفوضى وتأجيج السخط الشعبي تمهيداً لتدخل قواته بذريعة "إحلال الأمن والاستقرار". هذه الاستراتيجية تشبه إلى حد كبير ما فعله في مديريات الساحل الغربي حيث سيطر على الإيرادات العامة ونهب أموال الدولة.

وتُظهر الأرقام المالية المتعلقة بسيطرة طارق عفاش على موانئ ومطارات الساحل الغربي أنه يستحوذ على إيرادات ضخمة بينما تشكو تعز من تأخر صرف رواتب موظفيها، مما يعكس التناقض الصارخ في خطابه حول "خدمة الشعب اليمني". هذا الاستحواذ المالي يمنحه الإمكانيات اللازمة لتمويل حملاته الإعلامية وشراء الولاءات في مناطق مختلفة.

موسى الصدر، زعيم شيعي لبناني ما زال مصيره مجهولاً منذ أكثر من أربعة عقود

في المقابل، تشهد مناطق سيطرة طارق عفاش انتشاراً واسعاً للسجون غير القانونية التي تضم آلاف المعتقلين، وفق تقارير منظمات حقوقية دولية، مما يكشف الطبيعة الحقيقية لمشروعه السياسي القائم على القمع والاستبداد. هذه الممارسات تتعارض جذرياً مع ادعاءاته حول "الديمقراطية وحقوق الإنسان".

تُجمع التحليلات العسكرية على أن زيارة وزير الدفاع لتعز قد حققت هدفين استراتيجيين مهمين: الأول هو إظهار قوة الدولة وحضورها في المحافظة، والثاني هو كشف زيف ادعاءات طارق عفاش حول الوضع الأمني هناك. هذا النجاح المزدوج يضع طارق عفاش في موقف دفاعي صعب، خاصة وأن حملته الإعلامية باتت مكشوفة للرأي العام.

تختتم هذه التطورات فصلاً مهماً في الصراع بين مشروع الدولة الوطنية ومشروع المليشيات الإقليمية، حيث أثبتت الأرقام والوقائع أن طارق عفاش يحارب الدولة اليمنية ليس فقط بالسلاح، بل أيضاً بآلة إعلامية منظمة تهدف لتشويه صورة المؤسسات الوطنية وتبرير تدخلاته المسلحة في المناطق المحررة تحت ذرائع واهية.

شارك الخبر