90 دقيقة فقط تفصل 35 مليون سعودي عن حلم المشاركة السابعة في المونديال، في فرصة تاريخية لا تُعوَّض لتحقيق إنجاز جديد. لأول مرة في التاريخ، يقف المدرب الفرنسي هيرفي رينارد على أعتاب صناعة التاريخ مع المنتخب السعودي، يحتاج الصقور إلى نقطة واحدة فقط في مباراتهم الحاسمة ضد العراق للتأهل إلى كأس العالم 2026. المباراة تبدو وكأنها حلم يقظ يعيش فيه الجميع،
إذ يواجه المنتخب السعودي اختبارًا ناريًا ضد العراق، في مباراة ستحدد مصير التأهل المباشر للمونديال. يحتاج المنتخب السعودي للتعادل على الأقل، بعدما تصدر مجموعته في التصفيات الآسيوية. 'نحن على بعد خطوة واحدة من تحقيق حلم شعب بأكمله'، قال رينارد قبل المباراة، بينما يصطف ملايين السعوديين خلف منتخبهم الوطني بقلوب تملؤها الآمال. في زاوية المدرجات، تجد محمد الجماهيري البالغ من العمر الستين عاماً يهتف: 'عشت 6 مونديالات وأحلم بالسابع قبل أن أكبر أكثر'.
الكثير يتذكرون انتصار السعودية التاريخي على الأرجنتين في مونديال قطر، والآن يتطلع السعوديون لتحقيق إنجاز جديد تحت قيادة رينارد الذي يقودهم في رحلة مليئة بالتحديات وسط توقعات إيجابية من الخبراء حول فرص السعودية. الاتحاد الآسيوي لكرة القدم وهيئات أخرى تُتابع بعناية تقدم الأخضر، حيث يأمل السعوديون بألا تكون هذه المباراة مجرد صفحة أخرى في تاريخ التصفيات.
وفيما تُعلق الحياة اليومية في السعودية مؤقتًا لمتابعة المباراة المنتظرة، تستعد الشوارع للاحتفالات في حال التأهل. التحذيرات واضحة بعدم الاستهانة بالمنافس العراقي، الذي بالرغم من تحدياته يتطلع لتحقيق فوز قد يؤجل فرحة السعوديين. المشاعر تتباين بين الحماس والتوتر في مجتمع يعشق كرة القدم، كلُّ فرد فيه يُدرك أن هذه المباراة لن تكون نهاية المطاف مهما كانت نتيجتها.
نحن اليوم أمام خسارة أو فوز يعيد كتابة الفصول القديمة بتألق جديد. السؤال اليوم هو: هل ستكتب السعودية فصلاً جديداً في تاريخها الكروي، أم أن المفاجآت تنتظرنا في 90 دقيقة مصيرية؟ الدعم والتشجيع يبقى القول الفصل في رحلة الأخضر للمونديال.
