في حادثة هزّت المجتمع السعودي، تحولت كارثة لم يتخيلها عقل حيث أن طفلة بالمملكة تُدفن بالخطأ وما حدث بعد 24 ساعة صادم ويشيب له شعر الرأس، إلى صدمة إنسانية هائلة، إذ فقدت الطفلة سيلا الحنيني ذات الـ13 عامًا حياتها بسبب التهاب رئوي حاد، لتتصاعد الكارثة بعد ذلك عندما دُفنت بالخطأ بأيدي عائلة غريبة بسبب خلل في النظام الإلكتروني للمستشفى.
في مستشفى الرس العام بمنطقة القصيم، أدى الخطأ في التحقق من هوية الجثمان إلى وقوع مأساة مزدوجة؛ فبينما كانت الأسرة تحاول استلام جثمان ابنتهم لترتيب مراسم الدفن، تبين بعد 24 ساعة أن الجثمان الذي سلّم لهم يعود لشاب يبلغ 19 عاماً، بينما دُفنت سيلا من قبل عائلة أخرى دون علمهم. ووفق والدها خالد الحنيني، فقد رفض توقيع أي مستندات قبل كشف الحقيقة، مؤكدًا على ضرورة محاسبة المقصرين، فيما شدد أمير القصيم على أهمية التحقيق العاجل في الواقعة.
جذور هذه المأساة التي تبدو ككارثة لم يتخيلها عقل تعود إلى الاعتماد المفرط على التكنولوجيا والأساور التعريفية، التي فشلت في التحقق من هوية الجثمان بدقة، محوّلة إجراءات روتينية بسيطة إلى مأساة إنسانية. الخبراء يؤكدون أن هذا النوع من الأخطاء نادر لكنه مدمر للغاية، وأن الحل يكمن في اعتماد أنظمة تحقق مضاعفة لضمان عدم تكرار الحوادث.
بعد وفاة سيلا يوم السبت الماضي، واجه والدها تأخيرًا في استلام الجثمان بسبب عطل في النظام الإلكتروني، قبل أن يكتشف الكارثة عند الذهاب إلى مغسلة الأموات. هذا الخطأ الطبي المدمر هز ثقة الأسر في النظام الصحي السعودي، ودفع الكثيرين للمطالبة بضمانات إضافية وإصلاح عاجل للإجراءات لتفادي تكرار مثل هذه المأساة.
ردود الأفعال على منصات التواصل الاجتماعي كانت ساخنة، معبّرة عن الغضب الشديد والمطالبة بالمحاسبة الفورية وتطوير الأنظمة الصحية، فيما ركزت التعليقات على حجم الصدمة التي سببها دفن طفلة بالخطأ في المملكة وما حدث بعد 24 ساعة صادم ويشيب له شعر الرأس.
في ختام المشهد المؤلم، استدعى الخطأ الطبي تدخل القيادة مباشرة وتوجيهات صارمة لمحاسبة المسؤولين، لتكون هذه الحادثة نقطة تحوّل محتملة للنظام الصحي السعودي، حيث أصبح واضحًا أن كل مواطن يجب أن يتأكد بنفسه من هوية المتوفى، وأن المسؤولين مطالبون بتطبيق أقصى درجات المحاسبة. فإلا، فإن ما تبقى من كرامتنا كأحياء سيكون محل تساؤل أمام مأساة دفن موتانا بالخطأ.