في حادثة مرعبة هزت الأسس الطبيعية للفلبين، انفجرت قوى الأرض في زلزال بقوة 7.6 درجة، تعادل 32 قنبلة نووية، تحت المحيط الهادئ صباح يوم الجمعة، لتحول حياة 3 ملايين فلبيني إلى كابوس مرعب في غضون 30 ثانية فقط. بينما تتسارع موجات التسونامي القاتلة نحو السواحل بسرعة 800 كم/ساعة، لا يملك السكان سوى ساعتين قبل أن يضربهم المد المدمر، تاركًا أقلية من الوقت لاتخاذ قرارات حاسمة من أجل النجاة.
زلزال يوم الجمعة لم يكن مجرد اهتزاز أرضي، بل كان وحشاً جيولوجياً استيقظ فجأة في مياه قبالة بلدة ماناي في دافاو أورينتال بمنطقة مينداناو. هذا الحدث المدمر وقع على عمق 10 كيلومترات فقط تحت السطح، مما يجعله أقرب لارتفاع الطائرات التجارية التي تحلق في السماء. 'أمواج أعلى من متر واحد ستضرب السواحل خلال ساعتين فقط'، كانت هذه الكلمات المحذرة من المعهد الفلبيني لعلوم البراكين والزلازل قد أثارت الذعر في نفوس الجميع بينما كانوا يجرون نحو المرتفعات بقلوب مخفقة.
الفلبين، المتمركزة في قلب 'حلقة النار' الزلزالية، ليست غريبة على الكوارث الطبيعية. تذكرنا أحداث اليوم بزلزال اليابان المروع عام 2011 الذي أودى بحياة 15,000 شخص وتسبب في كارثة فوكوشيما النووية. العلماء يحذرون من أن هذه الاهتزازات قد تكون بداية لسلسلة من الزلازل الأكثر قوة في العقد القادم.
التأثير الفوري لهذه الكارثة محسوس بعمق في الحياة اليومية لسكان الفلبين. أطفال ينامون الليلة في الجبال بدلاً من بيوتهم الدافئة، تتوقع الأسابيع المقبلة هزات تتبعية ومشاعر من الرعب المستمر. 'جهزوا حقيبة الطوارئ'، ينصح الخبراء، حيث أن تحذيرات الطبيعة لا تأتي مرتين. والآن، في حين أن البعض يشكر النجاة، يتوقع البعض الآخر الأسوأ.
زلزال مدمر، تحذير تسونامي، ملايين الأرواح في خطر... هذه ليست مجرد كلمات، بل هي معادلة تامة للرعب الذي يعيشه السكان في هذه اللحظات الحرجة. الساعات القادمة ستحمل الإجابات حول مصير هؤلاء الملايين جنوب شرق آسيا، وبينما ننتظر، يبقى السؤال مطروحاً: هل ستكون هذه الكارثة بداية لسلسلة زلازل مدمرة قادمة، أم مجرد تحذير من الطبيعة الغاضبة؟
