11 يوماً فقط من أصل 30 يوماً - هذا ما قررته وزارة التعليم السعودية للدراسة خلال رمضان! في خطوة تُعتبر الأولى من نوعها في تاريخ التعليم السعودي، يجري تقليص أيام الدراسة بنسبة 68% خلال هذا الشهر الكريم. القرار المفاجئ يتطلب من 6 ملايين طالب وطالبة الاستعداد خلال أسابيع لما وصفه البعض بـالتغيير الثوري في العملية التعليمية.
أعلنت وزارة التعليم السعودية رسمياً عن خطة زمنية للدراسة في رمضان، تتضمن إخضاع الطلاب لـ11 يوماً من التدريس فقط ابتداء من 1 رمضان 1447 هـ وحتى 16 رمضان 1447 هـ. يهدف هذا الإطار الزمني إلى تمكين الطلاب من موازنة متطلباتهم التعليمية مع شعائر الشهر الفضيل. أثر هذا القرار يمتد ليشمل 500 ألف معلم ومعلمة في جميع أرجاء المملكة.
يأتي هذا التغيير كجزء من استراتيجية الوزارة لرعاية الخصوصية الدينية والثقافية داخل النظام التعليمي. تزامنًا مع مناسبات مثل إجازة يوم التأسيس وثلاث عطلات نهاية أسبوع. قرار يشبه قدرة التعليم على التكيف خلال جائحة كورونا، لكن لأسباب روحية واجتماعية. الخبراء يتوقعون نجاح التجربة شرط تطوير آليات تعليمية تتناسب مع الوضع الجديد.
من الناحية الأسرية، سيوفر هذا الجدول المزيد من الوقت للأنشطة العائلية والدينية، ما يعد فرصة ذهبية لتعزيز التعلم الذاتي وتسليط الضوء على دور الأسرة التعليمي. ومع ذلك، يأتي التحذير من ضرورة متابعة الأهل لدروس الطلاب نظراً لضغط المناهج في هذه الفترة المحدودة، حيث تسود الأسر حالة من الترحيب، في حين تشعر بعض الأطراف في الحقل التعليمي بالقلق إزاء تطبيق خطة تدريس مكثفة في وقت قصير.
في ظل هذا الإطار الجديد، تظل التساؤلات مطروحة: هل يكفي 11 يوماً لتحقق السعودية أهدافها الطموحة في مجال التعليم؟ هذا القرار الجريء يمهد الطريق لنموذج جديد قد يكون نواة لتطوير التعليم في المنطقة العربية، داعية إلى تضافر الجهود بين الأسرة والمدرسة لضمان نجاحه. هل ستنجح المملكة في تحويل هذا الحلم إلى حقيقة أم أن التحديات أكبر مما هو متوقع؟