450 يوماً من الحرب... 48 ساعة لتقرير السلام أو الجحيم، في خطوة قد تغير مسار التاريخ، أعلنت حركة حماس مساء الجمعة موافقتها على بعض عناصر خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإنهاء الحرب في قطاع غزة، في حين رأت أن البعض الآخر يتطلب مزيداً من التفاوض. لأول مرة منذ بداية هذه الأزمة، تشير هذه الموافقة الجزئية إلى احتمالات للوصول إلى حل سلمي. ومع تناقص الساعات المتاحة للمهلة التي منحها ترامب، تبدو المنطقة وكأنها تحبس أنفاسها في انتظار القرار الحاسم. تفاصيل الخطة وما تحتويه من بنود ستصبح واضحة قريباً.
حماس، التي كانت ترفض الخطط الأمريكية في السابق، تفاجئ الجميع بردها الجزئي على الخطة التي تتضمن قبول تسليم إدارة غزة لهيئة فلسطينية مستقلة وتبادل الأسرى. تتضمن الخطة 20 نقطة حاسمة تمت مناقشتها مع الوسطاء، كما أن المهلة المتبقية لا تتجاوز 48 ساعة. "إن لم يُقبل الاقتراح فإن الجحيم سيندلع"، كما صرح ترامب، بينما أقرت حماس "موافقتها على تسليم إدارة غزة لهيئة مستقلة". التحركات الدبلوماسية تجري بشكل مكثف في العواصم العربية في ظل هذا الترقب الإقليمي غير المسبوق.
على خلفية 15 شهراً من الحرب، تتزايد الضغوط الدولية على جميع الأطراف، خاصة مع تزايد الدمار والخراب في غزة. تجدر الإشارة إلى أن العديد من جولات التفاوض السابقة قد فشلت، لكن مع عودة ترامب بوعود جديدة، أصبح هناك بصيص من الأمل بمقارنة بالسلام الأمريكي 2020 واتفاقيات أوسلو وانسحاب غزة 2005. الخبراء يحذرون من أن هذا قد يكون نقطة تحول محتملة أو انهيار نهائي حسب مدى التزام الأطراف المختلفة بتعهداتهم.
في الحياة اليومية لأهالي قطاع غزة، بات الأمل يتجدد لعائلات الأسرى مع ترقب حذر في الشوارع. يمكن أن تؤدي المحادثات إما إلى بداية عملية سلام طويلة أو إلى تصعيد عسكري مدمر، في فرصة تاريخية قد لا تتكرر والتي قد تحمل في طياتها مخاطر انهيار المفاوضات. تباينت ردود الأفعال الدولية والعربية، حيث كانت الترحيبات حذرة والقلق الإسرائيلي ينصب على تفاصيل الخطة، في حين ينتظر الشعوب العربية القرار النهائي.
تلخيصاً للأحداث، فإن حماس تعتبر هذا الرد الجزئي على إنهاء الحرب بمثابة خطوة فارقة، في ظل تهديدات ترامب و48 ساعة حاسمة للقرار. يقف العالم بأسره على مفترق طرق تاريخي بين السلام والحرب. يجب على الجميع متابعة التطورات عن كثب، والاستعداد للسيناريوهات الممكنة. يبقى السؤال قائماً: هل ستكون هذه نهاية أطول حرب في تاريخ غزة، أم ستكون بداية لفصل أكثر دموية؟