35 دقيقة فقط فصلت بين حلم 30 مليون سعودي وكابوس ضياع أول تأهل مونديالي في التاريخ. لأول مرة في تاريخ كأس العالم، لعب المنتخب السعودي أهم مباراة في تاريخه بدون مدرب! قبل 30 عاماً، كادت كرة القدم السعودية تموت في غرفة الملابس بسبب غضبة برازيلية.
في تفاصيل لا تُصدق، كشف محمد عبدالجواد، قائد المنتخب السعودي في تلك المباراة المصيرية أمام العراق، عن اللحظات المرعبة التي عاشها الفريق. 35 دقيقة بلا مدرب، تعادل 1-1 كاد يقتل حلم الملايين، وأول تأهل في التاريخ بدا كأنما يُدفن تحت الأقدام. يقول عبدالجواد: “لاحظت أن المدرب كندينو كان غاضبًا ويشتم باللغة البرتغالية ويركل كل شيء أمامه”. كانت لحظة مرعبة، حيث شُوهد المدرب لأول مرة وهو يغادر الميدان تاركاً الفريق بلا قائد فني.
كانت محاولة السعودية للتأهل لكأس العالم عام 1994 مبنية على الأمل، تحت ضغط هائل على اللاعبين وعلى المدرب البرازيلي الذي لم يتمكن من التأقلم مع الوضع. كان المدرب كندينو قد أظهر غضبه وتوتره بشكل جليّ، لكنه لم يكن الأول في مثل هذا الموقف، فقد شهدت الملاعب إخفاقات مشابهة لفرق أخرى بسبب ضغوط مشابهة.
كيف غير هذا الإنجاز التاريخي الحياة في السعودية؟ ارتفع الفخر الوطني إلى أسمى الدرجات، ووُلدت قصص جديدة عن البطولة والتحدي. يتساءل البعض الآن عن الأسرار الأخرى الدفينة في تاريخ الكرة السعودية، حيث يُتوقع المزيد من الكشوفات والمعلومات التي قد تعيد تقييم تلك الحقبة التاريخية. اليوم، يطرح السؤال: هل نحن جاهزون لتوثيق كل هذه اللحظات قبل أن تضيع مع الزمن؟
بينما تنتظرنا المزيد من الأسرار لتُكشف عن كرة القدم السعودية، تبقى قوة الإرادة وروح التحدي مشتعلة في قلب كل سعودي. يظل السؤال مطروحاً: "كم من الأسرار الأخرى دُفنت مع صمت النجوم؟ وكم من التاريخ سيضيع إذا لم نتحرك الآن؟"
