في تطور درامي هز القلوب، حصلت ممرضة هندية محكوم عليها بالإعدام في اليمن على تأجيل في اللحظة الأخيرة، بينما تواصل أمها البطلة سباقها المحموم مع الموت لإنقاذ ابنتها الوحيدة. بريما كوماري، العاملة المنزلية البسيطة من ولاية كيرالا، لم تتردد لحظة واحدة في بيع منزلها - كل ما تملكه في الدنيا - لتجمع 58 ألف دولار كدية قد تشتري بها حياة ابنتها نيميشا بريا المحكوم عليها بالإعدام منذ 5 سنوات.
القصة بدأت عام 2017 عندما اتُهمت نيميشا، الممرضة الهندية، بقتل شريكها التجاري اليمني بحقنة مهدئات مميتة في صنعاء. لكن العائلة تؤكد أنها كانت تدافع عن نفسها ضد رجل أساء معاملتها وأخفى جواز سفرها عندما اندلعت الحرب الأهلية. صمويل جوزيف، الأخصائي الاجتماعي الهندي المقيم في اليمن منذ 25 عاماً، يقول بثقة: "أنا متفائل"، مضيفاً أن محاكمتها عُقدت باللغة العربية دون توفير مترجم لها.
الوضع معقد أكثر مما يبدو على السطح. منذ سيطرة الحوثيين على صنعاء عام 2014، لا توجد أي علاقات دبلوماسية رسمية بين الهند والسلطات المحلية، مما ترك نيميشا وعائلتها وحيدين في مواجهة نظام قضائي يطبق الشريعة الإسلامية. رفيق رافوثار، الناشط ومؤسس مجلس عمل "أنقذوا نيميشا بريا"، يصف التحدي: "كانت المفاوضات صعبة. الحقيقة هي أنه لا توجد سفارة هندية، ولا بعثة تمثيلية في هذا البلد".
في هذه الأثناء، تعيش الأم بريما كوماري في اليمن منذ أكثر من عام، تنتظر وتفاوض وتدعو الله أن ينقذ ابنتها. آخر مرة رأت فيها نيميشا كان في 18 يونيو، وتقول وهي تبكي: "بدت متوترة". هذه الأم البسيطة التي كانت تعمل خادمة منازل، باعت كل ما تملك وجمعت مع النشطاء 5 ملايين روبية - مبلغ يعادل راتب 10 سنوات لامرأة في وضعها. منظمة العفو الدولية تحث الحوثيين على "فرض وقف اختياري على جميع عمليات الإعدام"، مؤكدة أن "عقوبة الإعدام هي أقصى درجات القسوة واللاإنسانية".
بينما تتواصل المفاوضات مع عائلة الضحية اليمنية، يبقى الأمل معلقاً بخيط رفيع. الشريعة الإسلامية تتيح العفو مقابل "الدية"، لكن الطريق طويل ومحفوف بالمخاطر. رئيس وزراء ولاية كيرالا ناشد رئيس الوزراء الهندي التدخل، والحكومة الهندية تؤكد أنها "تولي أولوية قصوى لرفاهية الهنود في الخارج". هل ستكفي هذه الجهود المتضافرة لإنقاذ نيميشا؟ أم أن امرأة بريئة ستدفع ثمن تعقيدات السياسة والحرب؟ الساعات القادمة ستحدد ما إذا كانت تضحيات الأم ستشتري معجزة الحياة أم ستبقى ذكرى مؤلمة لحب لا يُقهر.