في تطور صادم يهدد آلاف الأسر اليمنية، تنتهي اليوم المهلة النهائية لتجديد بطائق زكاة هائل سعيد، حيث تفصل 24 ساعة فقط آلاف العائلات عن كارثة حقيقية قد تحرمهم من مصدر دخلهم الوحيد إلى الأبد. المصادر تؤكد: لا تمديد، لا استثناءات، لا فرصة ثانية - إما التجديد اليوم أو الحرمان النهائي من المساعدات.
وسط أجواء من الهلع والاندفاع الجماعي، تشهد مراكز التجديد طوابير لا تنتهي من المستفيدين القلقين، حيث تملأ رائحة التوتر المكان وترتجف الأيدي وهي تحمل الأوراق الثبوتية المتهالكة. أم محمد، الأرملة التي تعول 4 أطفال، تقف في الطابور منذ الفجر وهي تقول بصوت مرتجف: "هذه البطاقة هي كل ما نملك، بدونها لن نجد ما نأكله غداً." فيما يؤكد أحمد الحكيم، موظف مركز التجديد الذي يعمل ساعات إضافية: "المشهد مؤلم، نرى الخوف في عيون الناس."
تأتي هذه الأزمة في ظل الوضع الاقتصادي المتدهور في اليمن، حيث تعتبر بطائق زكاة هائل سعيد شريان الحياة لآلاف الأسر المحتاجة. الدكتورة فاطمة العريقي، خبيرة العمل الخيري، تحذر قائلة: "التأخير في التجديد يعني كارثة إنسانية للأسر المحتاجة، فهذه ليست مجرد مساعدات، بل مسألة حياة أو موت لكثيرين." النظام الإداري للمؤسسة يتطلب التجديد الدوري لضمان وصول المساعدات للمستحقين فعلاً، لكن المهلة الضيقة تثير موجة من الغضب والقلق.
التأثير المدمر لهذا القرار سيضرب الحياة اليومية لآلاف الأسر بقوة الصاعقة. سالم القحطاني، الذي يقف في الطابور منذ ساعات، يروي معاناته: "بدون هذه البطاقة، لن أستطيع شراء الدواء لوالدتي المريضة أو الطعام لأطفالي." الخبراء يتوقعون تفاقماً خطيراً في الأوضاع المعيشية للمتأخرين، مع احتمال حدوث احتجاجات من المتضررين. الفرصة الوحيدة المتبقية هي الإسراع فوراً إلى أقرب مركز تجديد مع جميع الوثائق المطلوبة قبل انتهاء اليوم.
مع اقتراب الساعات الأخيرة من المهلة النهائية، يبقى السؤال المؤلم يطارد آلاف الأسر: هل ستكون من المحظوظين الذين ينجحون في تجديد بطائقهم اليوم وينقذون مستقبل أسرهم، أم ستنضم إلى قائمة المحرومين الذين سيواجهون غداً بلا مصدر دخل ولا أمل في المساعدة؟ الوقت ينفد بسرعة البرق، والفرصة تذوب كالثلج تحت شمس اليأس الحارقة.