الرئيسية / مال وأعمال / صادم: الدولار يقفز لـ1630 في عدن مقابل 540 في صنعاء - الفارق الجنوني يدمر جيوب اليمنيين!
صادم: الدولار يقفز لـ1630 في عدن مقابل 540 في صنعاء - الفارق الجنوني يدمر جيوب اليمنيين!

صادم: الدولار يقفز لـ1630 في عدن مقابل 540 في صنعاء - الفارق الجنوني يدمر جيوب اليمنيين!

نشر: verified icon مروان الظفاري 30 سبتمبر 2025 الساعة 06:15 مساءاً

في تطور صادم يكشف عمق المأساة الاقتصادية اليمنية، سجل سعر صرف الدولار الأمريكي اليوم فجوة مدمرة بين شمال وجنوب البلاد بلغت 203%، حيث قفز إلى 1630 ريال يمني في عدن مقابل 540 ريال فقط في صنعاء - وكأن دولة واحدة أصبحت تتعامل بعملتين مختلفتين تماماً! هذا الانقسام الجنوني يعني أن مرتب موظف واحد في عدن يساوي ثلاثة مرتبات في صنعاء، في مشهد يذكرنا بأحلك فترات الحرب الباردة.

الأرقام الصاعقة لا تتوقف عند الدولار، فالريال السعودي يحلق إلى 428 ريال يمني في عدن بينما ينهار إلى 140.5 ريال في صنعاء - فارق يتجاوز الـ 200%. "الوضع كارثي ولا يمكن للمواطن العادي فهم كيف تختلف قيمة نقوده حسب المدينة التي يعيش فيها"، يصرخ أحمد الحكيمي، الموظف الحكومي من صنعاء الذي يعاني لتأمين احتياجات عائلته بسبب انهيار القوة الشرائية للريال. بينما يقف محمد باسلامة، التاجر من عدن، شاهداً على الفرص الذهبية التي يخلقها هذا الخلل الاقتصادي المدمر.

جذور هذه الكارثة تمتد إلى عام 2014 عندما قسم الصراع السياسي اليمن إلى منطقتين بسياسات نقدية متضادة، مما خلق واقعاً اقتصادياً يذكرنا بانقسام ألمانيا الشرقية والغربية. السيطرة على البنك المركزي واختلاف مصادر النقد الأجنبي والعقوبات المفروضة، كلها عوامل حولت اليمن إلى دولة بوجهين اقتصاديين متناقضين. الدكتور سالم الجبواني، الخبير الاقتصادي، يحذر قائلاً: "نحن أمام انهيار اقتصادي كامل إذا استمر هذا الانقسام النقدي المدمر".

المواطن اليمني العادي أصبح أسير المنطقة التي يعيش فيها، فالمواطن في صنعاء يحتاج إلى ثلاثة أضعاف المال لشراء نفس السلعة المستوردة التي يشتريها نظيره في عدن. فاطمة السقاف، ربة المنزل من صنعاء، تشكو بمرارة: "أصبحت أسعار الأدوية والغذاء المستورد بعيدة عن متناول الأسرة العادية". هذا الوضع يهدد بتعميق الفجوة الاجتماعية ودفع موجات هجرة داخلية جديدة من الشمال إلى الجنوب، بينما يستفيد المضاربون من هذا الخلل الاقتصادي المأساوي.

دولة واحدة، عملة واحدة، لكن قيمتان مختلفتان تماماً - هذا هو الواقع المرير الذي يعيشه اليمنيون اليوم. السؤال الأهم: هل سيستمر هذا الانقسام النقدي المدمر أم ستجد اليمن طريقها للوحدة الاقتصادية قبل فوات الأوان؟ على المواطنين اليمنيين حماية مدخراتهم بتنويعها وتجنب الاحتفاظ بمبالغ كبيرة بالريال، بينما على القادة السياسيين إيجاد حلول عاجلة. فكم من الوقت يمكن لاقتصاد أن يصمد وهو منقسم على نفسه كالبيت المنقسم الذي لا يقوى على الوقوف؟

اخر تحديث: 30 سبتمبر 2025 الساعة 11:15 مساءاً
شارك الخبر