425 ريال يمني - رقم قد يكون بداية النهاية لكابوس التقلبات الذي عانى منه اليمنيون لسنوات. لأول مرة منذ زمن، يتنفس المواطنون الصعداء، معتبرين هذا الاستقرار النسبي بادرة أمل في وقت يحتاج فيه الجميع إلى الهدوء. لكن هل هو هدوء مؤقت أم بداية لتعافي حقيقي؟ الأيام القادمة ستكون حاسمة.
شهدت أسواق الصرافة في عدن استقراراً نادراً في أسعار العملات، حيث استقر سعر الريال السعودي عند 425 ريال يمني، مع فارق محدود بين سعر الشراء والبيع. أكد خبراء اقتصاديون أن هذا الوضع المستقر نسبياً يتطلب مراقبة دقيقة. ويبرز تأثير الحدث في الراحة النفسية التي شعر بها المواطنون وثقتهم المتزايدة في التخطيط المالي. أحمد المحضار، تاجر من عدن فقد 40% من مدخراته بسبب تقلبات العملة، يرى أن هذا الهدوء يمكن أن يكون بداية لتغيير إيجابي.
مرت مدينة عدن بسنوات من التقلبات الحادة والأزمة الاقتصادية، إلا أن التحسن السياسي وتدخل البنك المركزي أسهما بشكل ملموس في هذا الهدوء. يتذكر الجميع أزمات العملة التي شهدتها البلاد في 2018 و2020، حيث كان الوضع آنذاك أشبه بالبحر الهائج. بحسب د. فادي الصلاحي، خبير اقتصادي، أن الاستقرار مؤشر إيجابي لكنه يحتاج إلى مراقبة مستمرة، مع مقارنة الاستقرار الحالي كالمريض الذي يتعافى ببطء.
على المستوى الشخصي، يشعر المواطنون بقدرة أفضل على التخطيط للمصاريف الشهرية وسط توقعات بتحسن تدريجي في القوة الشرائية. بينما يرى البعض ضرورة الحذر ويعتبرون أن هذا الاستقرار يوفر فرصاً للاستثمار والتحويلات، يرحب التجار بحذر بهذا الهدوء، معتبرين أنه قد يكون مؤقتاً. محمد العولقي، صراف محنك، تمكن من توقع الاستقرار وحقق أرباحاً جيدة، لكنه ينصح المراقبة الدائمة للتغيرات.
بالختام، يعكس الاستقرار النسبي في أسواق عدن الفرص والمخاطر في نفس الوقت. برغم التحسن الطفيف، تبقى الحاجة للمراقبة والتخطيط الحذر حاضرة. السؤال النهائي المُلِحّ يطرح نفسه: هل هذا بداية التعافي الحقيقي أم مجرد هدوء مؤقت؟ الأيام المقبلة ستجيب عن هذا السؤال.