الرئيسية / من هنا وهناك / مأساة تهز القلوب: وفاة 'إمبراطور التوازن' اليمني في حادث مروع بالرياض... كان يحلم بمستقبل أفضل
مأساة تهز القلوب: وفاة 'إمبراطور التوازن' اليمني في حادث مروع بالرياض... كان يحلم بمستقبل أفضل

مأساة تهز القلوب: وفاة 'إمبراطور التوازن' اليمني في حادث مروع بالرياض... كان يحلم بمستقبل أفضل

نشر: verified icon رغد النجمي 29 سبتمبر 2025 الساعة 10:05 صباحاً

في تطور مأساوي هز القلوب، فارق الشاب اليمني محمد محرم الملقب بـ"إمبراطور التوازن" الحياة إثر حادث مروري مروع في شوارع الرياض، ليضع نهاية مفجعة لحلم شاب كان يحمل 100 كيلو على جسده بتوازن مثالي، لكنه لم يستطع حمل ثقل الغربة في قلبه. قبل 24 ساعة فقط، كان محمد يخطط للعودة إلى أسرته في تعز محملاً بالأمل والأحلام الكبيرة.

انتشر خبر الوفاة كالصاعقة بين آلاف المتابعين الذين أحبوا عروض التوازن المدهشة للشاب اليمني، والذي غادر وطنه قبل أشهر قليلة بحثاً عن فرصة عمل تساعده في إعالة أسرته. "كان يرسل لنا مقاطع فيديو لعروضه ويقول: قريباً سأعود وأبني لكم بيتاً جميلاً" تقول أم محمد، امرأة ستينية من تعز، وهي تكافح الدموع. علي الهاشمي، صديق طفولة محمد، يتذكر بحرقة: "كنا نحلم معاً بتغيير واقع أسرتينا، واليوم أودعه للأبد".

تأتي هذه المأساة كجزء من واقع مؤلم يعيشه ملايين الشباب العربي الذين يغادرون أوطانهم سنوياً بحثاً عن لقمة العيش، في ظل أوضاع اقتصادية صعبة تدفعهم للمخاطرة بأرواحهم في أرض الغربة. الأوضاع في اليمن جعلت من الهجرة الخيار الوحيد أمام الشباب الطموح، رغم المخاطر الجمة التي تحيط بهم. "هذه ليست قصة فردية، بل جزء من مأساة جيل كامل يبحث عن الأمل في المنافي" يقول خبير في شؤون الهجرة العربية.

تركت وفاة محمد أثراً عميقاً على الآلاف ممن تابعوه وأحبوا موهبته الفريدة، فيما تزايد القلق في الأوساط العربية حول سلامة أبنائهم المغتربين. سارة أحمد، فتاة سعودية كانت تتابع عروضه بانتظام، تقول بحزن: "كان يلهمني بقوة إرادته وعزيمته، لم أتصور أن النهاية ستكون بهذه القسوة". هذه المأساة تسلط الضوء على ضرورة تشديد إجراءات السلامة على الطرق، وأهمية دعم المواهب الشابة في أوطانها قبل أن تضطر للهجرة.

ستبقى عروض التوازن المدهشة لمحمد خالدة في ذاكرة من أحبوه، كما ستبقى قصته تذكيراً مؤلماً بثمن الأحلام في زمن الغربة. لنجعل من مأساة هذا الشاب الموهوب دافعاً لحماية أبنائنا المغتربين ودعم مواهبنا قبل أن تضطر لترك الوطن. فكم من المواهب الشابة سنفقدها قبل أن نتعلم كيف نحميها ونرعاها في أوطانها؟

شارك الخبر