طفل يُقتل من مسافة صفر بسبب عراك أطفال، والجاني لا يزال طليقاً، والأهالي يصرخون طلباً للعدالة. منذ أيام، كامل فرحان الشرعبي يتوارى عن الأنظار بعد ارتكاب هذه الجريمة البشعة والهروب للحرية. لكنه الآن ملاحق بفضل اللاحقين بالعدالة الشعبية والانتقام مستمر. تابعوا تفاصيل الحملة المستعرة للقبض على الجاني وإنصاف الطفل الضحية.
مشهد الجريمة كان كابوسياً: طفل بريء، مرسال، قُتل بدم بارد أمام أصدقائه في شوارع تعز. لم يمض وقت طويل حتى اشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي بتبرعات نقدية وعينية لجمع مكافأة ضخمة تصل إلى 150 ألف ريال سعودي، بهدف الوصول للجاني. عبدالعزيز سرحان، مغترب يمني، ساهم بـ500 دولار في حملة تهدف للقبض على المجرم. "دماء الأطفال لن تذهب هدراً"، هكذا عبّر أحد المتبرعين، فالجريمة أثارت الخوف والهلع في قلوب الأطفال، والغضب في نفوس الأهالي.
هذه الفاجعة لم تأت من فراغ، فـ تدهور الأوضاع الأمنية في اليمن وانهيار منظومة العدالة ساعدا على الإفلات المتكرر للجناة. كامل الشرعبي يحظى بدعم رجال محسوبين على أمن تعز، ولذا فإن ضغوط الأهالي في تزايد مستمر. لقد سبق حوادث مشابهة لم تحل، لكن الخبراء يتوقعون أن "المكافآت الشعبية ستنجح حيث فشلت الأجهزة الرسمية"، في ظل غضب شعبي كالوحش الهائج الذي لا يرحم.
الجريمة لم تؤثر فقط على عائلة الطفل، بل امتدت آثارها القاسية لكامل المجتمع. الأطفال الآن يخشون اللعب في الشوارع، بينما الأهالي باتوا يعيشون في حذر مستمر. ومع استمرار الحملة، يعتقد البعض أن القبض على الجاني بات وشيكاً تحت ضغط الحملات الشعبية. فهل تكون هذه فرصة لإصلاح العدالة وحماية الأطفال، أم أننا على أعتاب زيادة مخيفة في معدلات العنف؟
الأمل ينبثق من ظلمة الجريمة: مكافآت ضخمة، شعب غاضب، ومجرم طليق. تحقيق العدالة بات أمراً حتمياً بإذن الله. ولمن يسأل، كم طفلاً آخر يجب أن يموت قبل أن تتحرك العدالة فعلاً؟ هذه فترة حرجة لكل يمني شريف يريد تصحيح المسار. لعل الحراك الشعبي الأخير يكون الشرارة التي تنتظرها العدالة المنتظرة لتعيد الأمل في النظام والقانون.