في تطور صادم هز العالم الأثري، أعلنت السعودية اكتشاف كنز عمره 11,000 سنة - أقدم من بناء أهرامات مصر بـ 6,500 سنة! في صحراء تبوك، تحت طبقات الرمال والزمن، كانت أقدم مدينة في الجزيرة العربية تنتظر لحظة الكشف عن أسرارها المدفونة. موقع "مصيون" الذي أُهمل لـ 46 عاماً، كشف أخيراً عن كنز حضاري يُعيد كتابة تاريخ البشرية.
الأمير بدر بن فرحان آل سعود، وزير الثقافة، أعلن الخميس عن اكتشاف مستوطنة معمارية متكاملة تضم وحدات سكنية ومخازن وممرات مخططة بعناية مذهلة. د. أحمد المري، عالم آثار سعودي شارك في التنقيب، يروي بعيون دامعة: "قضيت 18 شهراً أنقب بيدي في هذا الموقع، كل حجر يحكي قصة عمرها آلاف السنين." الفريق السعودي-الياباني المشترك اكتشف أدوات حجرية متطورة وحلي من الأمازونيت والكوارتز، وحتى بقايا هياكل بشرية نادرة تحمل أسرار الحياة اليومية لأجدادنا.
هذا الاكتشاف ليس مجرد آثار قديمة، بل شاهد على تحول الإنسان من الترحال إلى الاستقرار كما وصفته هيئة التراث. د. تاكيشي ياماموتو من جامعة كانازاوا اليابانية أكد أن "هذا الاكتشاف يُثبت أن الجزيرة العربية كانت امتداداً طبيعياً للهلال الخصيب." المنطقة التي كانت تُعتبر مجرد صحراء قاحلة، تكشف الآن عن كونها مهد حضارة متقدمة عاشت على الصيد وزراعة الحبوب قبل عصر الفخار بآلاف السنين.
فاطمة الغامدي، زائرة من الرياض، لا تخفي دهشتها: "لم أتخيل أن أجدادي عاشوا هنا قبل 11 ألف سنة، أشعر بالفخر والانتماء لهذه الأرض العريقة." الاكتشاف سيُحول المنطقة إلى وجهة سياحية ثقافية عالمية، ما يعني فرص عمل جديدة وتطوير اقتصادي للمنطقة. عبدالله التبوكي، من سكان المنطقة، يقول بفخر: "نحن نعيش فوق أرض الأجداد الحقيقيين، هذا الكنز سيغير مستقبل منطقتنا للأفضل." الخبراء يتوقعون إنشاء متحف متخصص ومشاريع بحثية دولية ستجعل من تبوك قبلة لعلماء الآثار حول العالم.
اكتشاف أقدم مستوطنة في الجزيرة العربية يُثبت عراقة هذه الأرض وحضارتها الممتدة عبر الألفيات. هذا الكنز التاريخي سيُحول المنطقة إلى وجهة ثقافية عالمية تحكي قصة بدايات الحضارة الإنسانية. على الجميع دعم حماية هذا الإرث الثمين والاستفادة منه بطريقة مسؤولة. إذا كان هذا ما اكتشفناه في موقع واحد... فماذا تخبئ لنا باقي أسرار الصحراء السعودية؟