في تطور جوي استثنائي يصعب تصديقه، تشهد اليمن اليوم الخميس تبايناً حرارياً صادماً يصل إلى 26 درجة مئوية بين محافظاتها! بينما يحترق سكان سيئون تحت وطأة 40 درجة مئوية حارقة، يرتدي أهالي ذمار الملابس الثقيلة في برودة 14 درجة فقط. هذا التباين المذهل يضع ملايين اليمنيين أمام تحديات مناخية متناقضة تماماً في نفس اللحظة، مما يطرح تساؤلات حول كيفية التكيف مع هذا الواقع المناخي الاستثنائي.
تؤكد البيانات الرسمية لخبراء الأرصاد الجوية أن هذه الخريطة الحرارية المتنوعة تضع اليمن في موقف جوي فريد على مستوى المنطقة. أحمد المزارع من سيئون يصف معاناته: "العمل في الحقول أصبح مستحيلاً تحت هذا الحر الشديد، نضطر للعمل قبل الفجر وبعد المغرب فقط". في المقابل، تستمتع فاطمة من صنعاء بالطقس المعتدل الذي يصل إلى 27 درجة: "الجو رائع للتنزه مع الأطفال، نشعر بالراحة والانتعاش". هذا التباين الحاد في تجارب الحياة اليومية يعكس التنوع الجغرافي المدهش للبلاد.
يفسر الخبراء هذا التباين الاستثنائي بالتنوع الجغرافي والمناخي الفريد في اليمن، حيث تلعب عوامل الارتفاع عن سطح البحر والقرب من المسطحات المائية والتضاريس المتنوعة دوراً حاسماً في تشكيل هذه الخريطة الحرارية. د. محمد الأرصادي يوضح: "هذا التباين طبيعي تماماً نتيجة موقع اليمن الجغرافي المتنوع بين البحر والجبال والصحراء". ويشير إلى أن موجات مشابهة ضربت المنطقة في سبتمبر 2020، مما يؤكد على طبيعة هذه الظاهرة الموسمية التي تتكرر سنوياً.
يواجه ملايين اليمنيين تحديات يومية متناقضة بسبب هذا التباين المناخي، حيث تزداد فواتير الكهرباء في المناطق الحارة بسبب الاعتماد على أجهزة التكييف، بينما يحتاج سكان المرتفعات لوسائل التدفئة. سالم من عدن يعبر عن استيائه: "رغم قربنا من البحر، نشعر بحر شديد يصل لـ37 درجة، والرطوبة تجعل الأمر أسوأ". الخبراء يحذرون من ضرورة اتخاذ احتياطات خاصة في المناطق شديدة الحرارة، مع التأكيد على أهمية شرب الماء بكثرة وتجنب التعرض المباشر لأشعة الشمس خلال ساعات الذروة.
من 14 إلى 40 درجة مئوية.. هكذا تعيش اليمن أربعة فصول في يوم واحد، في ظاهرة جوية تعكس التنوع الجغرافي المذهل للبلاد. الطقس سيستمر متقلباً خلال الأيام القادمة، لذا تابعوا النشرات الجوية واتخذوا الاحتياطات اللازمة حسب منطقتكم. السؤال الذي يطرح نفسه: هل أنت مستعد لمواجهة هذه التقلبات المناخية الاستثنائية في منطقتك؟